رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رؤية مصرية للقضايا العالمية

تعبر مشاركة مصر فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك عن اهتمامها بجملة من القضايا العالمية، التى يتطلب التكاتف الدولى بشأنها، وأبرزها التنمية المستدامة والتمويل لمواجهة التغير المناخى وأزمة الديون. إذ تنطلق الرؤية المصرية من أن أفضل سبيل للوقاية من النزاعات وبناء السلام فى العديد من مناطق الاشتعال فى أقاليم جغرافية مختلفة هو التنفيذ الأمين لأجندة التنمية المستدامة، ومواجهة انخفاض المخصصات المالية للأنشطة البرامجية لبناء السلام عبر توفير الحد الأدنى المطلوب لبناء القدرة على الصمود فى الدول المضيفة لعمليات حفظ السلام، وبما يكفل الأمن والاستقرار فى مواجهة التحديات المتشعبة التى تواجهها دول العالم بلا استثناء.

وبالنسبة للقضية الثانية المتمثلة فى إرساء ما يسمى بالعدالة المناخية، فقد تم التوصل فى فعاليات قمة كوب 27 بشرم الشيخ العام الماضى إلى اتفاق تاريخى لإنشاء ترتيبات تمويلية جديدة، بما فى ذلك صندوق للاستجابة للخسائر والأضرار المناخية للدول النامية، وهو ما أكد الالتزام الجماعى بضمان العدالة المناخية والاستجابة لنداءات الدول والمجتمعات التى تواجه تداعيات التغير المناخي، لاسيما فى ظل وجود فجوات واضحة فى النظام متعدد الأطراف الحالى تتطلب إنشاء آليات سريعة وفعالة للتعامل معها، لاسيما أن الدورة الجديدة للجمعية العامة تنعقد تحت عنوان «إعادة بناء الثقة وإحياء التضامن العالمي» بهدف تعزيز العمل المشترك نحو تحقيق أجندة ٢٠٣٠.

أما فيما يخص القضية الثالثة، والتى تمثل هاجسا يؤرق العديد من دول العالم النامى خاصة فى القارة الإفريقية وهى أزمة الديون فى ظل ضغوط تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية وتداعيات جائحة كورونا، وبصفة خاصة آثارهما على أسعار الغذاء والطاقة لتفاقم التحديات المالية لتلك الدول وتثقل كاهلها بمزيد من الأعباء، وهو ما يتطلب منح الأولوية لإعادة هيكلة الديون كإجراء عادل لتخفيف الأعباء عن الدول النامية، فضلًا عن استكشاف أدوات التمويل المبتكرة مثل مبادلة الديون لتعزيز الاستثمارات وتوفير السيولة لتعزيز المرونة والقدرة على الصمود، مع الأخذ فى الاعتبار أن فجوة تمويل أهداف التنمية المستدامة يُتوقع أن ترتفع لتصل إلى 4.3 تريليون دولار سنويًا فى الفترة من 2020 إلى 2025، بزيادة 70% على مستويات ما قبل الجائحة.

فالعمل المشترك وتنفيذ التمويل العادل ودعم العمل المناخى يؤدى إلى عالم أكثر إنصافا وازدهارا، وهو ما أكدته مصر على لسان مسئوليها فى اجتماعات الأمم المتحدة.


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: