صار من العبث التورط فى بذل جهد وتبديد طاقة فى تحديد بواعث (إيلون ماسك) فى قراراته الصادِمة المتلاحِقة، خاصة منذ شرائه منصة (تويتر) بمبلغ تاريخى وصل إلى 44 مليار دولار العام الماضى، وهى الصفقة التى جعلت قراراته فى (تويتر) تمسّ مئات الملايين من البشر من مستخدميها عبر الكوكب، الذين كانوا يعتقدون أنهم مستقرون فى الاستمرار فى التعامل مع منصتهم، بظن أنهم ليسوا طرفا فى صفقات البيع والشراء. وما دام أن الاختلاف شديد حول بواعثه، فليكن الجهد والطاقة من أجل التوصل إلى سبيل للتعامل مع قراراته، ذلك أنه، وحتى فى حالة الاتفاق على بواعثه، فلن يلغى هذه الأوضاع المعقدة التى يبتكرها وتتسبب فى مشكلات لجمهوره، وكان آخرها فرضه رسوما على كل من يريد استخدام المنصة!
الوضع، عمليا، أن ثروة هذا الرجل الخرافية تدعمه فى أن يُحوِّل ما يختاره من خواطره العابِرة إلى قرارات مادية تترتب عليها أوضاع عامة وخاصة لأعداد ضخمة من البشر تصل أحياناً إلى الملايين، فيشترى تويتر بـ44 مليار دولار على حساب مشروعاته الناجحة الأخرى، ثم، وفى مفاجأة ليس لها تفسير من عالم البيزنس، وقبل أن يدخل مقر شركته الجديدة، يفصل أهم خبراء المنصة أصحاب الفضل فى نجاحاتها، ويجعل جملة العاملين فى أشدّ قلق عندما أعلن أنها مجرد بداية للاستغناء عن أكثر من 50% منهم، ثم غيّر دون تمهيد اسم الشركة الذى دفع ثمنه كعلامة تجارية فى الصفقة، والذى بلغت شهرته العالم أجمع، وأطلق عليه اسم (إكس) الذى يخلو من أى ابتكار، وصار على كل من يستخدم الاسم الجديد أن يُعرِّفه بأنه (تويتر سابقاً).يؤكد بعض المحللين أن الرجل مضطرب نفسيا وعصبيا إلى حد أنه مع ثروته الهائلة ليس له بيت خاص، حتى إن والدته عندما زارته لم تجد مكاناً للمبيت سوى سيارته التى ركنها فى الجراج. ثم إنه، وفى جو الترهيب الذى خلقه فى (تويتر)، لم يجرؤ مساعدوه على إخطاره بسعادة الشركات المنافسة من قراراته، وأن المنافسين يخططون لكسب عملائه المغادرين.
يبدو أن القواعد القديمة الداعمة لحرية السوق والأفراد، لم تتخيل أن الثروات يمكن أن تصل إلى هذا الحد وأن تأثيرها يمكن أن يكون هكذا!.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: