رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
بمناسبة الفضائيين بالمكسيك

سؤال مُرَكَّب منطقى يَفرض نفسَه من آن لآخر طوال قرون من حياة البشر، ويَزيد طرحُه هذه الأيام مع أخبار راجت حول العالم فجأة قبل أسابيع قليلة عما قيل إنه اكتشاف جثامين كائنات فضائية فى المكسيك، وإنها وصلت إلى الأرض قبل 500 عام، وهو ما لم يستنكره مبدئياً علماء كثيرون بمراكز أبحاث عالمية لها إنجازاتها المشهودة، ومنها وكالة ناسا الأمريكية، وكان طلب العلماء السماح لهم بالمشارَكة فى الأبحاث الخاصة بهذا الاكتشاف، وعدم التساهل فى حسم أمر مُعَقَّد مثل هذا إلا بعد التيقن من أشياء كثيرة. وأما السؤال فهو: لماذا لا تسعى هذه الكائنات للتواصل مع البشر بشكل مباشر وصريح لكى يفيدوهم ويحلوا لهم الكثير من مشاكلهم وإقامة حوار مستمر معهم؟ وذلك ما دام أن هذه الكائنات على هذه الدرجة الفائقة من العلم بما لا يقارَن معه ما توصل إليه البشر على الأرض. وأبسط دليل على تقدم علمهم تمكنهم من تكنولوجيات عالية التطور تجعلهم يقطعون رحلة هائلة من كوكبهم إلى الأرض، خاصة أن هناك من يُرَجِّح أنهم من خارج مجموعتنا الشمسية، لأن هناك علماء كثيرين يعلنون عن ثقتهم فى أن الحياة على الكواكب الأخرى فى مجموعتنا لا يمكن، إن وُجِدَت، أن تتجاوز الحياة المجهرية البسيطة.

وفى اجتهاد، بوعى أرضى محدود، للرد على هذا السؤال، فإن أول نظرة من الكائنات الفضائية إلى الأرض لا تشجعهم على أى حوار، حتى قبل أن يقوموا بدراسات تفصيلية! لعدة أسباب أهمها أن وضع البشر شديد التخلف يُنفِّر الكائنات الذكية على بدء حوار معهم! فمن يختارون مِن سكان الأرض ليبدأوا معه الحوار؟ وهم يرون كوكبنا شديد الانقسام والاستقطاب إلى حد إشعال الحروب بأسلحة عسكرية واقتصادية ودعائية ونفسية، يستهدف فيها بعضُنا تدمير بعضَنا وقتلهم وتجويعهم وإذلالهم، على خلافات عميقة لا حل لها، على أراضٍ يراها كل طرف تَخصّ وطنه، وعلى صراع أديان، وعلى تفرقة على ألوان البشرة، وخلافات بين الجنسين، وقلة الطعام، وصراع على مياه الشرب..إلخ. بما يعنى أن الفضائيين مهما كان الطرف الذى يختارونه للحوار معه، سوف يتورطون فى دوامة صراعاته، لأن الآخرين سيعتبرونهم مؤيدين لمن تحاوروا معه، ضد خصومه. والمفترض أن الفضائيين أذكى من أن يتورطوا هكذا!

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: