رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
آمال ضرب السوق السوداء

أدركت هيئة السكك الحديدية أنها ينبغى ألا تغفل عن إبداء الاهتمام بمعالجة خطأ كبير يقترفه بعض صغار الموظفين لخطورته إلى حد يمكن أن يُهدِّد آثار الإنجازات العظيمة التى تتحقق تباعا، وفق خطة هى الأكثر طموحاً منذ رحلة أول قطار فى مصر منتصف القرن التاسع عشر، وذلك بإجراءات تعاقِب المُقصِّرِين فى عملهم بالهيئة، خاصة من يتلاعبون فى بيع التذاكر التى يتعمَّدون إخفاءها عن الجمهور للبيع فى السوق السوداء. وتدهور الحال إلى أن تنشر الصحف واقعة خدمة توصيل التذاكر بسعر السوق السوداء إلى الفنادق الكبرى! وكل هذه تدخل فى تفاصيل شكوى قديمة معروفة وموضوع نشر إعلامى وحديث جماهيرى، ولكن لم يتحرك مسئول كبير طوال سنوات ممتدة لتفعيل القوانين واللوائح لعلاج هذه المخالِفة الجسيمة، بل استمرت المخالفة بما كان يوحى بأنها تُقتَرَف فى ظل حماية موظفين كبار، مما كان يسىء لسمعة الهيئة جماهيرياً! خاصة أن الخطأ كان قد تفشى إلى حد أن المواطن بعد يأسه من الحصول على تذكرة بحجة بيع التذاكر بالكامل، وبعد أن يشترى تذكرة بأعلى من السعر بالطريق الملتوى، يصعد إلى القطار ويجده شبه شاغر، ويتحرك القطار هكذا! أى أن المتلاعبين، الذين لا يهمهم مصالح الركاب، لا يكترثون أيضا لتسببهم فى خسائر للهيئة بتشغيلها قطارات دون بيع كامل التذاكر التى كان يمكن بيعها بسهولة. وهكذا، وبينما أهم علامات النجاح الحقيقى للهيئة هو توصيل الخدمة بيُسر وبشكل لائق للجمهور، إذا بجشع بعض الصغار للحصول على مكاسب صغيرة، مدعومين بتقاعس الإدارة، يهدد الأثر المرجوّ من المشروعات الضخمة التى تُخَصَّص لها ميزانيات بمليارات الدولارات واليورو فى الإحلال والتجديد فى كل القطارات والخطوط، واستحداث القطار السريع، وتركيب أجهزة تكييف، وتطوير نظم الإشارات والمزلقانات وكاميرات المراقبة وفلنكات السكة، وتوطين الصناعات الحديثة الخاصة بكل هذا، مع تطوير مهارات العاملين لتصنيعها محلياً..إلخ. ثم تأتى الأخبار الأخيرة المُقَدَّرة عن جدية الهيئة فى التعامل مع مخالفات موظفيها، والبدء فى إجراء تحقيقات وتوقيع جزاءات، لتتماشى مع أخبار التطوير الهائلة، لتصل الخدمة إلى الجمهور بما يجعله يدرك حجم الإنجاز. والحقيقة، أننا فى حاجة مُلِحَّة للتعامل بحسم مع كل من يتعمد، أو لا يكترث، بتعطيل آليات توصيل الخدمة للجمهور، فى كل المجالات.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: