تحت الشمسية
كيف تخلق سوقا
عشوائية؟

انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة افتراش باعة الخضر والفاكهة لشوارع وميادين الإسكندرية بشكل مبالغ فيه، فلا تجد ناصية شارع أو ميدانا صغيرا أو حتى زقاق أو حارة إلا وتجد أحد باعة الفاكهة والخضر قد اختار له ركناً ووضع بضائعه على الأرصفة أو فى نهر الطريق فى وضح النهار وبدأ يمارس عمليات البيع والشراء وكأنه داخل دكانه الخاص، وبمرور الوقت يكتسب هذا الوجود شرعية ويصبح من المستحيل تحريك هذا البائع عن مكانه، ثم سرعان ما يبدأ فى التطور والامتداد فيحضر شمسية ضخمة ليظلل على بضائعه وميزانا كبيرا بعد أن كان محمولاً وكرسيا وبعضهم يتمادى فيحضر شيشته الخاصة ويبدأ فى تدخينها على طريقة الحاج عبد الغفور البرعى فى مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» وسرعان ما يتحول المكان الى سوق ويلتف حولها الباعة الآخرون بمختلف البضائع بعد أن وجدوا أنه يبيع فى مأمن من الشرطة والجهات التنفيذية فى المدينة فيتحلقون حوله ويتخذون أماكن بالقرب منه وسرعان ما يتحول المكان الى سوق عشوائية يكون من الصعب إزالتها خاصة أن الباعة قد ذاقوا طعم الربح الخالى من المصاريف والضرائب وحق الدولة، وبالتالى سوف يستميتون فى الدفاع عن وجودهم ومكانهم غير الشرعى وسوف يكونون جماعات ضغط أو «لوبى» للحفاظ على مكاسبهم بغض النظر عن خسائر المدينة وسكانها بدعوى أنهم غلابة ومن حقهم السعى على رزقهم بدلاً من أن يتحولوا الى لصوص وقطاع طرق، وأصبحت هذه الجمل هى الفزاعة التى يرهبون بها من يحاول إصلاح الحال المائل فى المدينة، إن الأمر يحتاج الى وقفة جادة من المسئولين لإعادة الانضباط الى شوارع المدينة وإزالة هذه الأسواق العشوائية التى خلقت الفوضى وتركت آثارها السيئة من القمامة والبلطجة والمظهر السيئ بالإضافة الى سرقة الكهرباء، الى وجه المدينة الذى كان صبوحاً يوماً ما.