كلمات حرة
..وماذا يجرى فى ليبيا ؟

لا يمكن لأى مهتم بأمن مصر القومى، أن تغمض عينه عن الأوضاع فى ليبيا ...الجارة الغربية الشقيقة (التى تمتد حدود مصر الغربية كلها معها بطول 1115 كيلو مترا، من ساحل البحر المتوسط شمالا إلى نقطة التلاقى الثلاثية مع السودان جنوبا).. أقول هذا بمناسبة ما شددت عليه مصر أمس الأول على لسان المتحدث الرسمى باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد – من «دعمها الكامل لمسار الحل الليبى- الليبى، وعدم تجاوز دور المؤسسات الليبية»...ما هو الموضوع؟ الموضوع أنه بعد الثورة الليبية على الحكم الكارثى لمعمر القذافى، الذى حكم ليبيا لأكثر من اثنين وأربعين عاما، دمر فيها مؤسساتها، واستنزف ثرواتها، دبت الفوضى فيها ونشبت الحرب الأهلية ..الأمر الذى استدعى تدخل الأمم المتحدة، حيث أسست – بقرار من مجلس الأمن- «بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا» فى سبتمبر 2011..والتى تزاول أعمالها حتى الآن، وتوالى على رئاستها أكثر من شخصية (كان من بينهم السياسى والمفكر اللبنانى البارز غسان سلامة، الذى استقال بعد فترة قصيرة من عمله!) ويتولى المهمة الآن السياسى والدبلوماسى السنغالى البارز عبد الله باتيلى. ولاشك فى أن مهمة البعثة فى ليبيا ليست سهلة على الإطلاق. ولكى نأخذ فكرة عن الوضع المعقد الحالى فى ليبيا، هناك أولا مجلس النواب، برئاسة عقيلة صالح، الذى انتخب فى عام 2014، ولكن أثيرت تحفظات على شرعيته، ولكنه ظل يمارس عمله فى طبرق، شرق ليبيا . وهناك ثانيا المجلس الأعلى للدولة، برئاسة خالد المشرى، الذى تشكل من أعضاء أول برلمان ليبى مؤقت، ولكنه يتهم أيضا بافتقاده الشرعية. وهناك ثالثا حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، خلفه فتحى باشاغا، الذى رأس الحكومة الموازية، والذى لم يتمكن من دخول طرابلس فى الغرب. ثم اختار المؤتمر المدعوم من الأمم المتحدة مجلسا رئاسيا يضم ثلاثة رجال برئاسة عبد الله اللافى للقيام بمهام رئيس الدولة ويمثل الأقاليم الليبية الثلاثة (فى الشرق والغرب والجنوب) ! هل تتذكرون وصفى للأوضاع فى السودان جنوب مصر بـ«اللعبكة»...؟ إنها أيضا «لعبكة» أخرى ولكن غرب مصر!