أعلم تماما أن كلمة «لعبكة» لفظ عامى مصرى، لا أعرف له أصلا لغويا عربيا، ولكننى فى الحقيقة لم أجد كلمة أعبر بها عن المشهد السودانى الراهن – للأسف الشديد- أكثر من تلك الكلمة العامية المصرية! هناك كلمات عربية قد تقترب فى تعبيرها مما أقصده، مثل تشابك وتداخل واختلاط...إلخ، ولكن ما يجرى هناك الآن للأسف، أسوأ من كل ذلك، والشعب السودانى هو نفسه من يدفع فى النهاية الثمن الباهظ لذلك. لقد كنت أتابع أمس حديثا على قناة الحدث مع سياسى سودانى هو السيد محمد صادق، السكرتير السياسى للحزب الاتحادى الموحد، والقيادى فى قوى الحرية والتغيير (والتى تعرف اختصارا بـ «قحت»!) يتحدث فيها عن نتائج الاجتماع الذى عقد يوم الإثنين الماضى 24/7. تحدث فيه عن مناقشة الاجتماع ثلاث أوراق: سياسية وتنظيمية وإعلامية. وأن الورقة السياسية ناقشت إيقاف الحرب، وإيجاد آلية فعالة لوقف إطلاق النار، وتفعيل نتائج مؤتمر جدة، ومؤتمر جوار السودان الذى عقد بالقاهرة، وجهود الاتحاد الإفريقى، وكذلك جهود منظمة إيجاد الإقليمية التى تشمل السودان مع عدد من بلدان شرق إفريقيا. قال الرجل إن المجتمعين استهدفوا بناء أكبر جبهة سياسية مدنية تدعو لوقف الحرب فى السودان... والحيلولة دون استمرار هذه الحرب اللعينة...إلخ من أفكار طيبة! غير أننى لمحت التعليقات على هذا الحديث ففوجئت بمئات التعليقات... نعم مئات التعليقات التى تذهب فى كل الاتجاهات، وكأن الكل يحارب الكل... فكل القوى تتهم كل القوى بكل الاتهامات، على نحو يجعل من المستحيل تقريبا إيجاد مخرج قريب لهذه «اللعبكة» كما أسميها… وليست هناك بوادر لانتهاء تلك الحرب الكارثية قريبا، التى مزقت السودان كما لم يحدث من قبل. غير أن من المنطقى والحتمى، أن نراقب نحن فى مصر تلك التطورات، ويقينى أن الجهات المعنية بالعلاقات المصرية السودانية تبذل قصارى جهودها لإنها تلك الحرب العبثية، التى تكلف مصر – بالذات - الكثير، ولكن ليس هناك طريق آخر!
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: