كلمات حرة
محمد نجيب!

لا أتصور، ونحن فى أسبوع ذكرى مرور 71 عاما على ثورة يوليو أن نتجاهل دور اللواء محمد نجيب الذى صدره الضباط الأحرار، فى بداية حركتهم، كواجهة معروفة مقبولة للرأى العام! ولكنه عومل بعد ذلك معاملة غير لائقة . وربما عاد ذلك إلى أن نجيب ظهر للإعلام العالمى فى البداية، وكأنه هو قائد الثورة الفعلى، وهو ما ظهر فى تصدر صورته أحد أغلفة شهر سبتمبر لمجلة تايم الأمريكية 1952! كما أن من الشائع أن نجيب اختلف مع الضباط الأحرار حول مصير الثورة، وأنه كان يريد عودة الضباط إلى ثكناتهم، وإعادة الحياة الديمقراطية. غير أننى أعتقد، أنه سواء كان ذلك التعامل السلبى مع نجيب بسبب تصويره فى الإعلام الدولى، بعد الثورة مباشرة، وكأنه القائد الفعلى للثورة المصرية، او بسبب الآراء المنسوبة إليه عن العودة للحكم المدنى الديمقراطى، إلا أنه لا يمكن إعفاء جمال عبدالناصر من المسئولية الكاملة عن ذلك السلوك الشائن إزاء الرجل، الذى وضع تحت الإقامة الجبرية مع أسرته فى قصر زينب الوكيل سجينا فيه، وبعيدا تماما عن الحياة العامة، وممنوعا من أى زيارات له . وفضلا عن ذلك فقد شطب اسم محمد نجيب من جميع الوثائق والسجلات والكتب، ومنع ظهوره أو ظهور اسمه طوال ثلاثة عقود ! ومع أن الرئيس السادات أنهى الإقامة الجبرية التى كانت مفروضة عليه إلا أنه ظل ممنوعا من الظهور الإعلامى حتى وفاته فى 28 أغسطس 1984 عن ثلاثة وثمانين عاما. غير أن ذلك الوضع تغير تماما، ولكن بعد وفاة محمد نجيب! وفى عام 2013 منح الرئيس المؤقت عدلى منصور قلادة النيل العظمى لعائلة نجيب! وأخيرا، وفى عصر الرئيس السيسى، أطلق اسم محمد نجيب على أكبر قاعدة عسكرية فى الشرق الأوسط وإفريقيا، التى افتتحت فى يوليو 2017 عند مدينة الحمام .وأخيرا،من المشروع أن يتساءل البعض: لماذا تصرف عبدالناصر على ذلك النحو مع محمد نجيب؟ وهنا تحضرنى إجابة كنت قد تلقيتها من أمين هويدى، وزير الحربية ورئيس المخابرات العامة الأسبق عندما سألته: هل كان عبدالناصر مكيافيلليا ...؟ فقال لى فورا : ميكيافيللى…؟ عبدالناصر كان يعلم ميكيافيللى كيف يصبح ميكيافيلليا!.