«سامحينى يا أمى» لم تكن هذه العبارة اللطيفة جزءاً من حوار ذى شجون فى أحد الأفلام المصرية لابن عاق يعود الى أحضان أمه ليعتذر عن خطأ بدر منه، كما لم تكن موجهة للفنانة فردوس محمد أشهر من جسدت دور الأم فى السينما المصرية ولكن للأسف هذه الجملة كانت آخر ما همس بها أحد راكبى الموتوسيكلات فى أذن السيدة التى إصطدم بها فى أحد شوارع الإسكندرية قبل أن يفر هاربا، والحكاية أن سيدة سكندرية اعتادت أن تقوم بشراء مستلزماتها وتقوم بممارسة رياضة المشى فى أحد شوارع المدينة الرئيسية فى منطقة رشدى التى كانت يوما ما راقية، وبينما كانت السيدة تستعد لعبور الطريق من المنطقة المخصصة لذلك وانتظرت توقف السيارات فى الاتجاه الطبيعى وقبل أن تخطو أى خطوة اهتزت الأرض من تحت قدميها وطارت فى حركة بهلوانية وسقطت بلا حراك فقد اصطدم بها موتوسيكل أرعن قادم من الاتجاه المعاكس بسرعة رهيبة، وعلى الفور تجمع المارة لمحاولة نجدة السيدة التى سالت دماؤها على الطريق، وفى وسط دهشة وذعر المواطنين ترجل سائق الموتوسيكل وتوجه نحو الراقدة على الأرض المتألمة التى امتلأ وجهها بالدماء وهمس فى أذنها «سامحينى يا أمى» ثم ركب الموتوسيكل واختفى «فص ملح وداب» هكذا ببساطة ذهب ليصدم أشخاصاً أخرين دون حسيب أو رقيب والمشكلة أن هذه السيدة بعد نقلها للمستشفى تبين بعد الفحوص إصابتها بكسور متفرقة فى الجسم تستلزم علاجا لأشهر، فمن يدفع الفاتورة النفسية والعصبية والجسمانية والمادية لمتضررى الموتوسيكلات والتوك توك والميكروباصات فى الإسكندرية.
الأمر جد خطير ويحتاج الى تدخل سريع لإعادة الانضباط إلى الشارع السكندرى ومراقبة سلوك سائقى الموتوسيكلات الذين أصبحوا لا يخشون شيئا، فعلى الموتوسيكل الواحد قد تجد أربعة ركاب وتجدهم يقومون بحركات بهلوانية تعرض حياة المارة وسائقى السيارات للخطر ناهيك عن بلطجة بعضهم فمتى يتوقف هذا العبث ؟
لمزيد من مقالات أمـل الجيـار رابط دائم: