رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مقابر العظماء وتماثيل الجمال.. حلم ينتظره المصريون

لايستطيع احد منا فى مصر ان ينكر ان هناك طفرة أشبه بالحلم والمعجزة الإنشائية ،قد تحققت على ارض مصر وفى كل ربوع مناطقها خلال السنوات القليلة الماضية، حيث الجسور العملاقة التى تربط محافظات الوطن فى سبيكة مترامية الأطراف وشق الطرق الكبرى التى خلقت وجوها جديدة للحياة فى عديد المناطق, ناهيك عن معجزة المدن الجديدة التى تبلغ قرابة ٢٤ مدينة بمحافظات مصر، وهذا يمثل حلما أسطوريا لبناء مقومات الجمهورية الجديدة، وزيادة المعمور المصرى مساحة وكثافة لتبلغ ١٥ فى المائة من المساحة الكلية لمصر بدلا من مساحة ٧ فى المائة التى عشنا عليها قرابة قرن كامل، حيث حولت البلاد الى ورشة عمل كبرى مفتوحة، يستحيل ان توجد بمثل هذا الحجم والعمق والكثرة العددية لحجم المشروعات،لأى بلد اخر فى الإقليم الأكبر وهو الشرق الأوسط ،الذى نحن فى مصر جزء ورقم صعب فيه. وبالتالى كانت القاهرة الكبرى والإسكندرية نموذج واجهتى هذا التحديث والبناء والإعمار والتعمير والعمران لمشروعات إنشاء الكبارى الكبرى والطرق العملاقة، وكذلك المدن والمناطق الجديدة بهما لإنهاء الأزمة الأزلية التى نالت من سمعة الوطن والمصريين ،وهى العشوائيات التى كانت بقعة سوداء فى الثوب المصرى لعقود طويلة ،وهذا حلم كان أقرب إلى الاستحالة والممانعة لعقود طويلة لأمور عديدة.

وبالتالى فى ضوء كل هذا النجاح فى شأن هذا العمران والبناء والتشييد، بات الأمر يحتاج الى قراءة متأنية للاستفادة من هذه الصروح من حيث الوجهة الجمالية والهوية البصرية، سواء فى محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية كبداية عملية، لبدء التنفيذ الحقيقى والفعلى لبرنامج إعادة تجميل محافظات ومدن مصر وإعطاء اللمسات الإبداعية والجمالية لعواصم المحافظات والميادين الكبرى بها، ثم بقية المدن والمراكز الحضرية الأكبر وذات القيمة التاريخية، حيث كانت البداية العملية لبدء عصر تلك النهضة المرتقبة التى تنتظر مصر فى مجال الإبداع الجمالى، بالقرار الصائب لرئيس الجمهورية، بإنشاء مقبرة الخالدين بعد الطرح والاقتراح البليغ من الدكتور والمفكر مصطفى الفقى الذى روج لهذا الاقتراح ببراعة واقتدار واشترك معه زملاء من الكتاب الأساتذة فاروق جويدة ومحمد سلماوى فى التذكير وتأكيد صوابية الفكرة، سواء اتفقنا على تسمية د .الفقى لتكون مقبرة الخالدين او العظماء فكلاهما اسماء معتبرة، حيث بلاشك كان قرار الرئيس السيسى خطوة لاقت كل الترحيب والإشادة وفى وقتها، وفى محلها لنزع فتيل أزمة, كانت بدون داع روج لها البعض بشأن مقابر بعض الأسماء اللامعة من عظماء مصر، الذين أسهموا فى رفعة ونهوض هذا الوطن سياسيا ودينيا وثقافيا واجتماعيا، فكل بدوره يستحق التكريم والاحتفاء به فى تلك المقبرة التى ستكون تخليدا وتكريما لهم جميعا، ومفخرة لمصر وللمصريين وتحسب للقيادة الحالية بأنها اول من اتخذ قرار التنفيذ وأقام هذا الحلم لتكريم رفات الخالدين من أبناء مصر.

ولاشك ان المتابعة والزيارة الميدانية لمناطق المقابر فى السيدة زينب والإمام الشافعى وغيرها من المناطق الأثرية، لرئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولى فى الأيام الماضية لتلك المناطق ووقوفه على ارض الواقع، بشأن خطة الإعداد والتخطيط من قبل الدولة للتعامل مع تلك المناطق والمقابر القديمة المتهالكة بها، التى أصابها التهديم والتهلكة بفعل عنصر الزمن وكثافة إعطاب المياه الجوفية، وغيرها من سوء الاهتمام والرعاية فى سابق الأزمان الفائتة، والإعلان عن إعداد اللجنة الخاصة بإنشاء مقبرة الخالدين على أعلى مستوى، وطبقا لمعايير تفضيلية خاصة حسب قرار رئيس الجمهورية، سيغير وجه هذه المنطقة، ويوفر المعالجات الأفضل لرونق وجاذبية تلك المناطق والأحياء وكيفية الاستفادة المثلى بها ،سواء فى التوسع العمرانى والحياتى للمواطنين ،كما أن انشاء مقبرة الخالدين تلك سيعالج وللأبد قضية رفات عظماء مصر، وينهى أزمة العشوائيات فى مقابر مصر نهائيا، خاصة ان مثل هذا الاقتراح بمقبرة العظماء قابل للتكرار فى محافظات مصر فى مراحل لاحقة، ولتكن الإسكندرية المحافظة القادمة لاحتضان مقبرة خالدين جديدة، تضم رفات عظمائها من ابنائها وأبناء المحافظات المجاورة فى النطاق الجغرافى.

وبالتالى بعد خطوة مقبرة الخالدين هذه يعنى لنا البدء على الفور من قبل الحكومة، فى تنفيذ الطرح الذى اشارت اليه فى بداية هذا المقال، ويتعلق بتجميل وابداع محافظات مصر، وهذا لن يتحقق الا بتشكيل لجنة من أمهر الفنانين المصريين فى مجال النحت والتصميمات الجمالية لتغيير الهوية البصرية، بحيث توضع لهذه اللجنة كل الإمكانات، عبر خطة عمل طموح لتزيين وإقامة تماثيل ورموز جمالية ابداعية فى كل ميادين المحافظات ولتكن البداية فى القاهرة والجيزة والإسكندرية على سبيل التطبيق، على ان تتشكل هذه اللجنة من أبناء وتلاميذ وأتباع النحات المصرى العالمى الراحل محمود مختار فى مدرسة النحت المصرى الفريدة، ولتكن بعهدة النحات النابغة محمد عبلة وفريق عمل مشارك من كل المبدعين فى هذا المجال ومن بينهم أساتذة النحت بكليات الفنون الجميلة التى تغطى جامعات مصر، لتقيم تماثيل الجمال وأيقونات الإبداع فى كل ربوع مناطق محافظات مصر، خاصة انه كان يعاب على العهود السابقة عدم تنفيذ هذه المشروعات، بسبب خوفهما من رد الفعل للجماعات الاسلامية المتطرفة، كالإخوان الإرهابية التى تحرم إقامة التماثيل والأيقونات، وترفض الجمال وتروج للقبح وديناميات عصور الجهل والظلام، ومادمنا تخلصنا من هذا الفكر البغيض الكريه، فلنبدأ هذا المشروع العملاق لإعادة الجمال لوجهة وهوية مصر الجمالية بحيث تنطلق الجمهورية الجديدة بكل مقومات الحداثة والعصرية والابداع والجمال لعصر النهضة الحضارية الجديدة حاليا.


لمزيد من مقالات أشرف العشرى

رابط دائم: