رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حكاية فكرة
فى ظلال «٥ يونيو»!

كانت الهزيمة فى ٥ يونيو ١٩٦٧( يمر عليها اليوم ٥٦ عاما) امتحانا قاسيا للمصريين، وهى مدعاة للتذكر، وبدقة بالغة، وإذا كانت مصر قد استطاعت تجاوزها حربا، وسلاما، وتحكيما، وضمان حدودنا مع إسرائيل كاملة، وأمام أعين المجتمع الدولى، فإن المنطقة العربية كلها مازالت مفتوحة على هذا الصراع الإقليمى المخيف (١٩٤٨- ١٩٥٦-١٩٦٧- 1973)، حيث الورقة الثانية (اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل) لم تُنفذ، ولم تُوضع على طاولة المفاوضات، وهى الخاصة بحقوق الفلسطينيين، ودولتهم، واسترداد القدس، وهى جزء من عنوان 1967.

إن حرب ٦٧ كانت محصلة لعمل صهيونى كبير.. ومتواصل، بدءا من عام ١٨٩٨، عندما أُعلن عن قيام الحركة الصهيونية، واستطاع اليهود أن يحصلوا، عبر العديد من الاتصالات مع القوى الكبرى، وتقوية أنفسهم، على وعد بلفور سنة ١٩١٧ بعد قيام حركتهم بعشرين عاما، وبعد هذا الوعد، وفى الفترة الممتدة ما بين ١٩١٧ و ١٩٤٨، كانت فلسطين تحت الانتداب البريطانى، وعندئذ بدأت وفود من المهاجرين اليهود كبيرة تتدفق على فلسطين، سُمح لهم بدخول الأراضى المقدسة، وقاوم الفلسطينيون بشجاعة، وخاضوا حروبا ضد الغزاة، لكنهم لم يحققوا الانتصار نتيجة التدخل الأجنبى حتى وصلوا إلى عام ١٩٤٨، وبعدها بعشرين عاما - تقريبا - حدثت 1967.

لقد حاربت مصر.. وانتصرت، وبالسياسة فرضت إرادتها، وحصلت على النصر، واستردت أراضيها.. فبأى حال عادت 1967؟، لأن منطقتنا ليست بخير، فقد انفجر السودان، وتهدمت سوريا، والقدس تحت الاحتلال، والصراع تحول من عسكرى إلى حضارى، فيجب أن نفهم أن رفض الهزيمة بعد 1967، وحربىّ الاستنزاف و1973- صنع النصر، وأن التفاوض ترجَمَهُ على الأرض، ولهذا، فإن مصر القوية من الداخل، صاحبة الاقتصاد القوى، ضمانة لوطنها، والعالم العربى، فهى تستطيع أن تحميه بالسياسة، وبناء كل القدرات الاقتصادية، والعسكرية.. صحيح تعرضت لهزة فيما بعد 2011، لكنها خرجت منها فى 2013 منتصرة، ومعركتها الحالية هى البناء، والعمران، والتنظيم، وإقامة المشروعات فى ‪جميع‬ المجالات، وهو ما يحدث فى مصر الآن، وتمضى فيه على قدم وساق.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: