رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
الإعلام ومصداقية الطقس!

قبل أيام، وقعت صحيفة يومية فى خطأ نتج عنه تكرار مقال بنفس النص فى زاويتين لكاتبين محترمين وفى صفحتين متقابلتين. ورغم أن كل من يعمل بالصحافة يدرك أن ما حدث خطأ فى التنفيذ سها عنه الصحفى المسئول يومها، فإن بعض رواد السوشيال ميديا خاضوا بدون معرفة وبشكل غير لائق فى القضية بما أساء للصحيفة وللكاتبين اللذين لا علاقة لهما بما حدث.

أسباب كثيرة وراء سوء الفهم والنية لدى هذا البعض أهمها، باعتقادى، تآكل الثقة فى الإعلام. تراجعت المصداقية عموما، ليس عندنا فقط بل فى أماكن كثيرة بالعالم. قبل أيام أجرت شركة يوجوف البريطانية لأبحاث السوق، استطلاعا حول مصداقية 56 وسيلة إعلامية مطبوعة ورقمية وإذاعية. المفاجأة أن المستطلعين أعطوا قناة متخصصة فى الطقس أعلى الدرجات، وجاءت قناة حول معلومات الحروب الأقل. التقييم كان سلبيا عموما لا يتناسب مع الجهود المبذولة والخدمة المقدمة. ولأن الإجابة عن أسئلة الاستطلاع بنعم أو لا، أو مجرد ترتيب الوسيلة من حيث المصداقية، فإن التقييم كان باترا وربما ظالما أيضا. معظم وسائل الإعلام سقطت فى الاختبار. جرى وضع البيض كله فى سلة واحدة. الأمر يشبه المقولة «الخالدة» كلام جرايد!.

لكن هل الإعلام بريء؟. هناك حاجة للاعتراف بوجود أخطاء فى المعالجة والتغطية وعدم التأكد من المعلومة وغلبة الرأى على التحليل والاهتمام بالتريند على حساب المضمون. ثم إن غزارة الخيارات الإعلامية المتاحة أمام القارئ أو المشاهد تجعل الألفة القديمة والالتزام بمتابعة وسيلة معينة، مفقودة.

هناك أيضا تحول فى نظرة الجمهور تجاه الإعلامى والصحفى. لقد اعتادوا على وجود نجوم لكن ظاهرة الإعلامى الذى يتحدث كما لو كان مسئولا ويخطب كما لو كان زعيما، جديدة. صحفى بريطانى وجه نصيحة لزملائه قائلا:«لا تعتقد أن الناس تصدق كل ما تقول. لا أحد مدين لك بشيء». تآكل المصداقية أمر نحسه جميعا لكن بدلا من أن يسأل الإعلاميون أنفسهم لماذا فقد الناس الثقة فينا؟، فإنهم لا يعيرون الأمر اهتماما بل إن بعضهم ينفى حدوث ذلك أو يحمل الناس المسئولية.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: