رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

زيارة مكارثى ووفد الكونجرس

وفد من قيادات الكونجرس الأمريكي، ترأسه كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب، زار القاهرة، أمس الأول، واستقبله الرئيس السيسي، فى قصر الاتحادية، بحضور المستشار حنفى جبالي، رئيس مجلس النواب، والسفير سامح شكري، وزير الخارجية. وخلال اللقاء، جرى تناول مختلف جوانب العلاقات الثنائية المصرية ـــ الأمريكية، والأوضاع المتوترة فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية والقارة الإفريقية، إضافة إلى المشكلات، الأزمات، أو التحديات الاقتصادية الناتجة عن الظروف الدولية الراهنة. يمثّل مكارثى ولاية كاليفورنيا فى مجلس النواب الأمريكى منذ 2007. وبعد أن خسر الحزب الجمهورى أغلبيته فى انتخابات 2018 النصفية، وتقاعُد بول رايان، رئيس المجلس الأسبق، جرى انتخاب مكارثى زعيمًا للأقلية، فى يناير 2019. ومبكرًا، توقع سيطرة الحزب الجمهورى على المجلس، قبل انتخابات نوفمبر الماضي، وأشار إلى أن الشعب الأمريكى مستعد لأغلبية جمهورية تعيد البلاد إلى المسار الصحيح. وعلى هذه الخلفية، وفى هذا التوقيت، التى تتزايد فيه التحديات المحيطة بالدولتين إقليميًا ودوليًا، أسعدنا أن يؤكد مكارثي، خلال لقائه الرئيس، ثم وزير الخارجية، تقدير بلاده الكبير لمصر ودورها المحورى فى ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة، وحرص مجلس النواب الأمريكى على مواصلة تعزيز علاقات التعاون الثنائى بين البلدين والارتقاء بها على شتى الأصعدة وفى مختلف المجالات. والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن مكارثى له أجندة طموحة، يتصدرها فتح تحقيقات بشأن مخالفات الرئيس جو بايدن وتعاملات أسرته المالية والتجارية، وتقليل فرص تحقيق أولويات إدارته الديمقراطية خلال الفترة المتبقية من ولايته.

تضمين مصر فى أول زيارة لرئيس مجلس النواب الأمريكى إلى منطقة الشرق الأوسط، يعكس خصوصية العلاقات بين البلدين، وعُمق الشراكة الإستراتيجية، وما يجمع بينهما من روابط وعلاقات تعاون وثيقة ومتشعبة. وهو ما عكسته أيضًا إشارة الرئيس السيسي، خلال اللقاء، إلى الأهمية التى توليها مصر للتواصل مع قيادات الكونجرس الأمريكى فى إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين، على مختلف المستويات، خاصة فى ظل الواقع الإقليمى المضطرب، وما يفرزه من تحديات متصاعدة، بالإضافة إلى الأوضاع الدولية الراهنة، التى خلفت أزمات فى الطاقة والغذاء، طال تأثيرُها السلبى العديد من دول العالم. الوفد المرافق لرئيس مجلس النواب الأمريكي، ضمّ رؤساء وأعضاء لجان الشئون الخارجية، القوات المسلحة، الأمن السيبراني، البنية التحتية، الموارد الطبيعية، والاعتمادات. ومع هؤلاء، تباحث الرئيس السيسى حول سبل استعادة وترسيخ السلم والأمن على المستوى الدولي، والتعامل مع التطورات ذات الصلة، إلى جانب المستجدات على الساحة الإقليمية وما تمر به المنطقة من أزمات، خاصة فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة فى السودان. وفى هذا السياق، أكد الرئيس أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة، بما يحافظ على وحدة الدول ويصون مقدرات شعوبها، ويمنع الانزلاق نحو الفوضى والدمار، مؤكداً بذل مصر أقصى الجهد لدفع مسار الحوار السياسى السلمى فى السودان الشقيق ووقف إطلاق النار وحماية المدنيين من التداعيات الإنسانية للنزاع. وبشأن القضية الفلسطينية، أكد الرئيس موقف مصر الثابت بشأن ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، بما يفتح آفاقا جديدة للتعايش السلمى والتنمية والازدهار لجميع شعوب المنطقة. ومن جانبه، أشاد مكارثى بدور مصر الفاعل فى الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطيني، والدفع نحو تنشيط عملية السلام.

لاحقًا، استقبل وزير الخارجية الوفد وعقد جلسة ثنائية مغلقة مع مكارثي، أعقبتها مباحثات موسعة بين وفدى البلدين، اتسمت بالشفافية والعمق، وشهدت التأكيد، أيضًا، على ما تتمتع به العلاقات بين البلدين من خصوصية، تقدرها وتعمل على تعزيزها فى مختلف الدوائر السياسية والشعبية فى البلدين. وفى هذا السياق، أكد وزير خارجيتنا أهمية دور الكونجرس فى دعم الشراكة بين البلدين وتطويرها باعتبارها تصب فى مصلحة الجانبين بصورة متبادلة وتحقق مصالحهما المشتركة. واستعرض شكرى الجهود التى تقوم بها مصر من أجل تعزيز الامن والسلام والرخاء فى المنطقة، سواء بانخراطها فى دعم عملية السلام فى الشرق الأوسط والتعامل مع الأزمات الإقليمية، أو بدعمها الأطر الاقتصادية التى تعزز التكامل الإقليمى مثل إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط. كما ثمّن وزير الخارجية التعاون العسكرى مع الولايات المتحدة باعتباره أحد الأعمدة الرئيسية للشراكة الإستراتيجية، معربًا عن تطلعه إلى توسيع آفاقه، فى ظل ما يواجهه البلدان من تهديدات غير نمطية متشابهة، كتمدد شبكات الإرهاب والتطرف ونشاط الجريمة المنظمة وتعدد بؤر التوتر والأزمات.

..وتبقى الإشارة إلى أن مجلس النواب الأمريكى كان قد قرر، بموافقة 219 نائبًا جمهوريًا و146 ديمقراطيًا، مقابل اعتراض 65 فقط، تأسيس لجنة خاصة بالمنافسة الإستراتيجية مع الصين، يتلخص دورها فى مواجهة ما وصفه نواب من الحزبين بـ«التهديد الصينى الوجودى للولايات المتحدة». ووقتها، أرجع مكارثى هذا التوافق الحزبى النادر إلى أن هذه القضية تتخطى الخلافات الحزبية، مؤكدًا أن الأمر لا يحتاج إلى تقرير من الأغلبية، وآخر من الأقلية، بل إلى فلسفة واحدة ومبدأ واحد؛ كى تصبح الولايات المتحدة أقوى مستقبلًا!.


لمزيد من مقالات ماجـد حـبـتـه

رابط دائم: