شهدت الإسكندرية خلال آخر أيام شهر رمضان المبارك قصة قد تكون غريبة أو طريفة للبعض ولكنها مؤشر للسلوك غير المنضبط، فقد فوجئ رواد محور المحمودية بمنطقة محرم بك بمشهد غير طبيعى لمجموعة من السجاجيد المنشورة على أحد كبارى المشاة الجديدة بالمنطقة، وبالطبع لفت هذا انتباه المارة وقائدى السيارات، وتوقف البعض لالتقاط صورة وسرعان ما انتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعى، لينتبه مسئولو محافظة الإسكندرية للمشهد العبثى.. وعلى الفور صدرت التعليمات بالبحث عن أصل القصة وأنها غير مفبركة، وللأسف تبين أن صاحب مغسلة سجاد يقوم بنشر السجاجيد على الكوبرى لتجفيفها، وبالطبع انقلبت الدنيا وخرجت قوة من المحافظة حرزت السجاجيد وأغلقت المحل الذى تعدى على الطريق العام بطريقة مبتكرة ولكن للأسف مازالت أصداء هذه القصة تتردد فى الإسكندرية، فقد انقسم الناس مابين مستاء مما حدث ومتعاطف مع صاحب محل السجاد تحت بند « سيبوه ياكل عيش..ده غلبان». وهنا تكمن المشكلة، حيث فقد الناس البوصلة، فبسبب هذه الشعارات عاث الباعة الجائلون فسادا فى شوارع الإسكندرية واحتلوا الميادين والأرصفة ولم يعد هناك مكان للسيارات ولا حتى للمشاة وأصبحت الشوارع حقا مكتسبا لهم وإذا تجرأ أحد وأبدى غضبه من الفوضى والعشوائية تعالت الأصوات «مش أحسن ما يبقوا حرامية.. سيبوهم ياكلو عيش». وثمة موقف آخر، شهده الشارع السكندرى، وهو ما حدث منذ أيام أمام مبنى جريدة الأهرام فى شارع فؤاد، حينما حاول قائد «موتوسيكل» بدون لوحات الهرب من ضابط المرور الذى أوقفه وتحفظ على الدراجة البخارية، فما كان من سائقه الشاب إلا أن أخذ يهلل ويحاول منع الونش الذى يحمل «الموتوسيكل» من التحرك..يا سادة إصلاح حال المجتمع يحتاج الى وقفة حاسمة، فقد أصبح الوضع معكوسا واختلط الصواب بالخطأ، ولذا فالأمر يحتاج الى برامج تربوية وإصلاحية لإعادة بناء الإنسان المصرى.
لمزيد من مقالات أمـل الجيـار رابط دائم: