رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
طموح منتخب السعوديات لكرة القدم

يختلف تقدير الخبر حسب مرجعية وموقف صاحب التقدير، وصار للسوشيال ميديا دور غير مسبوق فى بلورة وإظهار كل التقديرات بعد أن كان من الممكن أن يتوارى منها ما تتجاهله وسائل الإعلام التقليدية التى كانت تحتكر ترويج الأخبار وخلفياتها على المستوى الجماهيرى. ولهذا لم يكن غريباً أن تتعارض التقديرات، الأسبوع الماضى، حول خبر نجاح المنتخب السعودى فى كرة القدم للسيدات فى دخول تصنيف الفيفا (الاتحاد الدولى لكرة القدم)، وذلك بعد أن لعب المنتخب على المستوى العالمى، وحقق أربعة انتصارات فى آخر تسع مباريات لعبها، كما فاز أيضاً ببطولة دورى ودى شارك فيه مع باكستان وجزر القمر وموريشيوس. مع طموح كبير فى تحقيق استراتيجية أبعد تهدف بالأساس إلى التأهل لكأس العالم للسيدات. وهكذا، وفى الوقت الذى يتباكى فيه البعض على مشارَكة المرأة فى الألعاب العَلَنيّة أمام الكاميرات فتصبح عُرْضَة لمشاهدة الرجال..إلخ، عبر الكثيرون عن سعادتهم بهذه الخطوة واعتبروها دفعة للأمام تضيف كثيراً للقفزة النوعية فى السنوات القليلة الماضية لتنال المرأة السعودية حقوقها المصادَرَة عبر قرون، وأعربوا عن آمالهم فى أن تتطور أوضاع المرأة السعودية أكثر، فى ظل انفتاح السعودية فى مجالات الفنون والآداب والثقافة.

وأما فى خارج السعودية، وبما يتجاوز دول الجوار السعودى، فإن الكثيرين يدركون التأثير السعودى على الثقافة العربية، خاصة مع تراكم الثروات الهائلة من النفط، حيث صار يأتى طوال عقود إلى السعودية ملايين من الباحثين عن عمل، وصار عليهم الالتزام بالتقاليد السعودية، فى وقت كانت سطوة المحافظين شديدة، وكان فى مقدورهم فرض رؤيتهم، ولم يكن أمام الراغبين فى الاستمرار فى العمل إلا أن يُذعنوا وإلا يكون الجزاء مريراً. أما الآن، ومع التطورات التى تشهدها السعودية، والتى تقودها أعلى سلطة رسمية فى البلاد، ومع إبداء الجدية فى التصدى للمناوئين، وفيما يخص المرأة، فإن هناك حماسة ملحوظة من قطاعات كبيرة من السعوديات، خاصة ممن تحصلن على تعليم متقدم، ومنهن من عشن ودرسن فى الخارج، فإن هناك قواماً ثقافياً اجتماعياً جديداً يتشكل بسرعة، تدعمه الدولة والمجتمع، مع تراجع واضح لبعض رموز المحافظين الذين كان يبدو حتى عهد قريب أنهم أقوى! وهذا يدعم الأمل على طريق التحرر الطويل.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: