رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حكاية فكرة
طلة أدونيس..!

شعرت براحة كبيرة، بل سعادة المتابعة، وبـ «طلة أدونيس» الأخيرة عربيا، سواء فى القاهرة أو الرياض.. الشاعر الثائر، الذى أراه أكثرنا عقلا، وحكمة، وقدرة على تحريك العقول، والنفوس معا- مازال حيا يحرك الذهن، ويجعل الإنسان أكثر اشتعالا، وحيوية.

كانت للشاعر السورى التسعينى (٩٣عاما) طلتان: واحدة فى صحيفة الأهرام بملحقها الأسبوعى (الجمعة ١٧ مارس) فى حوار ممتاز فائق الجودة أجراه الزميل محمد القزاز، والثانية بالرياض فى الاحتفاء بعام الشعر ( ٢٠٢٣).

كنت أتساءل: أين أنت أيها الشاعر الكبير، والمثقف العربى الفذ؟، فقد تصورت أن السن لها تأثيراتها، وأن غيابه له ما يبرره، وكنت أراه نوعا من النقص فى الإعلام العربى، لأن أدونيس، فى حد ذاته، رقم صعب، وكبير فى الثقافة العربية، ومادام بيننا فيجب الاهتمام به، ومتابعته بدقة، خاصة فى هذا الزمن الذى تحدث فيه تحولات كبيرة فى عالم الاتصال عامة، واللغة، والثقافة، والفنون خاصة، ونبحث عن لغة جديدة، أو عالم آخر يجمعنا، ويجعلنا أكثر التفافا، ومتابعة معا.

طلة أدونيس غيرت الكثير (كعادته)، ولها تأثير ثقافى، وفكرى مهم، وعريض علينا، خاصة أن ثقافتنا تمر بركود، ومخاوف، أو ضعف، فقد دعا إلى تأسيس عصر إبداعى آخر يكون فيه الجسد مدينا للشعر، وموسيقاه، وطرق تعبيره، داعيا الشاعر المبدع بدلا من أن يتجول فى رءوس الشعراء، والمفكرين، وقراءة ما يفكرون فيه، ويكتبون عنه- أن يسافر فى أجسام الآخرين، كاشفا وفاتحا لعالم آخر، وأن الإبداع العربى لن يتحقق إلا بذلك، مفتتحا آفاقا جديدة فى الكلمات والأشياء بين الإنسان والعالم، ولابد من القطيعة لما سبق، داعيا إلى الخروج من الاستعارة والتكرار.

سعدت بك كأدونيس الذى يقول عن نفسه إنه مازال يبحث عن ذاته.. سعدت بك وأنت تعترف بأنك ابن الجزيرة العربية، (ابن حضارة)، وأول ابن لمنطقة خلقت الأوطان الكبرى للشعر، ومنطقة ملؤها أسرار حضارية كبرى.. أهلا بك بيننا، وكان لابد من القاهرة والرياض وإن طال التغيب، أو الغياب، فأنت تملك أن تحرك الأسرار المعرفية الكامنة، أو الغائبة عنا، أيها الشاعر العظيم.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: