رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حكاية فكرة
البابا شنودة وعين العاصفة

هذا الرجل العظيم، هذا الإنسان الفذ، رجل الدين المصرى الأصيل، له فى أعناقتا الكثير، وداخل عقولنا أكثر.

لم نعرف رجلا وضعته الدنيا فى اختبارات قاسية مثله أو فى عين العاصفة، كما قر بها وخرج منها منتصرا، ومسجلا على جبين الوطن، وأبنائه، علامات كبرى محفوظة على جبين مصر، وفى دهر الحياة بقوة، مثل البابا شنودة الثالث، بابا الكنيسة المصرية العريقة ١١٧.

نعم بابا العرب، ونعم الأخ، وقبلهما جميعا، نعم الابن لمصر، وللوطن، ولأمه الراحلة، فى الوفاء معا.

فقد أهدى رحلته على الأرض، إلى وطنه، وإلى أمه، وهى التى رحلت، ولم تر فلذة كبدها، وهو يسجل تاريخه، وأسطورته بين المصريين كافة، عاش بين الناس روحا، فلم يخطئ المسار على الإطلاق.

لم يكن يحمل وصايا الإنجيل وحده، رغم أنه كبير أقباط مصر، ومعلمهم فى القرن العشرين، أصعب القرون، بل حمل كل وصايا، وقيم، وأخلاق الأديان كافة.

كما رسخ فى حياته الكنسية منذ اختياره «بابا» عام ١٩٧١ معنى الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين.

كان يهزم الفتنة قبل أن تنزع، أو عندما تظهر، بحكمته البالغة، وعمق إيمانه، فهو يستلهم السماء فى كل ما يقول ويفعل، تكتشف فى مساره روحانية القائد، وذهن المفكر، والصحفى، وعقل الفيلسوف، والشاعر، والأهم المعلم، الذى يدرك هلك شعبى من عدم المعرفة.

عندما تعرض للمظالم فى فتنة ١٩٨١، تحصن برجاحة الفكر، وقوة المنطق، طوال ٥ سنوات محدد الإقامة في بير وادى النطرون، فأنقذ مصر، ولم يزج بالأقباط فى أتونها، وتحملها وحده، وانتصر حتى وهو يرحل فى عام ٢٠١٢، كان فى عين العاصفة، وشدتها، كان الوطن يمر بفتنة قاسية.

إن كلماته خير المعلم، يجمع ولا يفرق، كأنه يرى المستقبل، ويقرأ الأحداث.

كلمة مستحقة فى ذكرى نياحة قداسته الـ ١١ لا ياسيدى حيا بيننا ستظل دائما فى الأعالى، نستلهم من مسيرتك، وحياتك، وكتاباتك، بل أشعارك التى تهز الكيان، والبهجة، معنى لحياتنا، بل إنسانيتنا.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: