وراء كل سلوك يقدم عليه الأفراد أفكار تتملكهم واتجاهات تحركهم، والقضية الأصعب أن تكون بعض تلك الأفكار فاسدة، لأنها لا تعبث فقط بعقول أصحابها لتخرج أسوأ مافيهم، بل لأنها قد تتحول إلى ظاهرة فتحول المجتمع إلى ملعب لمناخ سلبي يؤثر على الجميع وعلى تقدم الوطن أيضا، فصاحب الأفكار الفاسدة لا يرى إلا نفسه فقط، يتقوقع حول ذاته لا يرى الصحيح إلا فيما يتخذه هو ولا يقنع إلا بقناعاته ويصنع لنفسه شرنقة الأنانية، ولا يعتقد الخير في الآخرين، بل هو يسعى لصنع مكانته على أنقاضهم ومثل هذه النوعية فاقدى الضمير تنشط وقت الأزمات، حيث تعلو بهذه اللغة وتلك الأفكار الفاسدة فيزداد الأناني أنانية والبخيل بخلاً، ومن يستغل الآخرين استغلالاً فيتأثر الوطن كله، وكيف لا يتأثر والبعض يستحل لنفسه أن يحصل على حق غيره تحت دعوى أنه لايعرف ما يخفيه الغد، يترك العنان لنفسه أن يستغل الشعب في الأسعار تحت مبرر أنه قد يخسر في تجارته مستقبلاً، وغيره من يريد أن يحارب الآخرين ويريد الدخول في صراع حتى ولو كان على حساب الأداء، وينهي على غيره حتى لو كان ضد المصلحة العامة والمجموع.. إن أمثال هؤلاء من أصحاب الأفكار الفاسدة خاصة وقت الأزمات لا يؤمنون بالتعاون بل بالأنانية، بالصراع لا بالعمل بكفاءة من أجل مصلحة الجميع، هؤلاء يريدون أن يكونوا وحدهم على الساحة ولو على حساب التنوع الإيجابي والروح الجماعية. إن بناء الأوطان تبدأ من روح أفراد الشعوب وماذا يريدون للوطن قبل أنفسهم، لمجتمعهم قبل أهوائهم، نحن نستطيع أن نتقدم بأفكارنا الإيجابية لا بالأفكار الفاسدة!.
لمزيد من مقالات حسين الزناتى رابط دائم: