رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصر ووحدة الصف العربى

جاءت مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس فى القمة التشاورية فى أبوظبي، والتى ضمت إلى جانبه قادة كل من الأردن، ودول مجلس التعاون الخليجي، فى سياق الجهود المتواصلة من جانب القاهرة لتحقيق الأمن والاستقرار فى الإقليم العربي، وكان الرئيس السيسى قد عقد أمس الأول، فى قصر الاتحادية بالقاهرة، قمة ثلاثية مع كل من العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى بن الحسين، والرئيس الفلسطينى محمود عباس. وتستهدف هذه التحركات المتسارعة من جانب الرئيس السيسى مواصلة التشاور لتدعيم أواصر العلاقات المتميزة، ليس فقط بين مصر وشقيقاتها، وإنما بين كل دول المنظومة العربية، سعياً لتحقيق أقصى قدر من الاستقرار والأمن للشعوب العربية كافة.

وتحمل هذه القمم المتوالية لزعماء، وقادة العرب فى هذه الأيام العديد من الرسائل الداخلية والخارجية. ولعل الرسالة الأولى هى أن الوطن العربى لايمكن أن تواجه فيه كل دولة وحدها التحديات الدولية وحدها، وإذا كان الأشقاء العرب دائماً، ومنذ الأزل، فى حاجة إلى التعاون والتضامن، فإن هذه الحاجة تشتد وتزيد حاليا، نظراً إلى التطورات الخطيرة التى يمر بها النظام الدولى الآن، والتى تتطلب كامل التشاور، والتنسيق بين دول أى منظومة إقليمية فيما بينهم، وهكذا فإن سعى مصر لضمان وحدة الصف العربى ليست رفاهية أو شعارات خاوية، بل هى ضرورة بقاء فى عالم لايعترف، ولا يحترم الضعفاء المتفرقين.

وأما الرسالة الثانية، فهى اقتصادية، وهى أن التكامل الاقتصادى بين العرب مطلوب الآن أكثر من أى وقت مضي، وذلك لسببين أولهما أن العالم يعانى أزمات خانقة فى الأوضاع الاقتصادية، ولا تستثنى من ذلك الدول الكبرى القوية اقتصادياً، ومن ثم فإن تضامن العرب فيما بينهم سوف يمثل لهم مخرجاً من هذه الأزمات، على اعتبار أن كل دولة عربية يمكن أن تمثل قيمة مضافة للدولة الأخري، والسبب الثانى أن التعاون الاقتصادى العربى سوف يدعم الاقتصاديات العربية، مما يؤدى إلى مزيد من المكاسب، ولاننسى أن دولاً عديدة فى الإقليم العربى لديها أسواق واعدة صالحة لاستقبال الاستثمارات، ومصر من بينها.

والرسالة الثالثة هى للداخل العربي، وفحواها أن العرب مازالوا أمة واحدة، ويقفون جميعاً فى صف واحد متضامن، وهكذا فإن المواطن العربى البسيط سيقوى عنده انتماؤه العربي، وبالتالى تزداد ثقته فى عروبته، وثقافته العربية، وموروثاته، ومعتقداته.

إن الخطر الثقافى على العقل العربى لايمكن إنكاره، وما لم نسع جميعاً إلى الحفاظ على مقومات الشخصية العربية من الهجمات الثقافية التى تفرضها العولمة فإن العرب سوف يخسرون الكثير من مكوناتهم النفسية والمعنوية اللازمة لتقوية قدرتهم على الاستمرار، وتحقيق التقدم والازدهار.


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: