فى ظل أجواء الأزمة الاقتصادية العالمية، ما زالت مصر تمثل، بفضل ما تتمتع به من استقرار سياسى واقتصادي، وبفضل إصلاحاتها الاقتصادية المستمرة، نقطة جذب مهمة للاستثمارات الأجنبية، وللشركات العالمية الراغبة فى العمل وتحقيق المكاسب، وهو ما يعود بالخير والرخاء أيضا على الاقتصاد المصري، على المديين القريب والبعيد.
يتضح ذلك، على سبيل المثال، من خلال مسيرة التعاون المستمرة والناجحة بين وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة "إيني"، والتى تكللت بالكشف الجديد فى مياه البحر المتوسط، وهو ما جعل الرئيس عبدالفتاح السيسى، يوجه خلال استقباله كلاوديو ديسكالزى الرئيس التنفيذى لـ «إينى» بحضور الوزير طارق الملا، إلى أهمية توسيع أنشطة وجهود البحث والاستكشاف والإنتاج التى تقوم بها هذه الشركة، بالتنسيق مع وزارة البترول، بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية وقطاع الغاز والطاقة.
وكان واضحا خلال اللقاء النظرة الإيجابية والتوقعات المتفائلة والمشجعة لدى الشركة تجاه المستقبل، فى ضوء ما تمثله مصر، بالنسبة للشركة، من مركز إقليمى لتداول وإنتاج الطاقة، والغاز المسال، وما تملكه مصر من فرص، وما تحظى به من مكانة متزايدة فى ضوء التطورات العالمية الحالية المتعلقة بأزمة الطاقة.
يتضح هذا أيضا من خلال توجيه الرئيس السيسي، خلال اجتماع آخر مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والفريق كامل الوزير وزير النقل، ووليد سامى رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، واللواء أحمد العزازى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بضرورة تطوير الجهود والأنشطة الاستثمارية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، من خلال تشكيل كيان استثمارى فاعل للمنطقة فى المشروعات التابعة لها، فضلا عن استغلال إمكانات المنطقة خاصةً موقعها الجغرافى المتميز، لكى يتم توفير فرص واعدة لتصبح مركزا إقليميا وعالميا لمشروعات إنتاج الوقود الأخضر، ترسيخا لمكانة مصر فى مجال إنتاج وتداول الطاقة فى المنطقة.
نتائج الاجتماعين، وأبرز ما فيهما من توجيهات، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن اهتمام الدولة بتهيئة مناخ الاستثمار، فضلا عن مواصلة مسيرة الإصلاح الاقتصادي، هو الطريق الأمثل والأكثر نجاحا لوضع مصر فى المكان المناسب الذى تستحقه فى مجال جذب الاستثمارات، من بين دول المنطقة كلها، بفضل ما تتمتع به من قدرات ومقومات، ومنظومة اقتصادية علمية، وهو ما يطمئن المواطن العادى إزاء قدرة هذا الوطن على مواجهة التحديات التى تفرضها علينا ظروف خارجية، وأيضا إزاء مستقبل زاهر لأبنائنا وأحفادنا، مهما تكن الظروف والتقلبات، ومهما تكن دعوات التشكيك فى هذه القدرة.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: