رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

التوجيه الرئاسى وبناء الشخصية المصرية

على الرغم من أن موضوع الشخصية المصرية حظى باهتمام خاص، وكتب حوله مئات الكتب والدراسات والمقالات على امتداد العقود، إلا أنه يظل من أكثر الموضوعات المحيرة، بسبب تباين الآراء حوله، وتداخل المساحات بين الدراسة العلمية والعاطفة الوطنية بشأنه، وقابليته للتغير السريع. وزاد الأمر تعقيدا التحول الذى جرى خلال العقود الماضية فى مصر والعالم، والذى جعل الأفكار السابقة حول موضوع الشخصية المصرية وخصائصها فى حاجة إلى مراجعات، بعد أن تهددت المجتمعات بضياع هوياتها وطمس مفاتيح شخصياتها الأصلية، التى ميزتها بعلامات وطنية فريدة.

ويبدو أن ذلك كله كان الدافع الأساسى وراء توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بدعم الاستثمار فى التعليم من أجل المساهمة فى بناء الشخصية المصرية منذ المهد وفى فترة ما قبل التعليم الجامعي، وذلك خلال اجتماع الرئيس أمس الأول مع د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، ود. محمد معيط وزير المالية، ود. رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى. ويعنى هذا التوجيه ارتقاء الاهتمام بموضوع الشخصية المصرية إلى صدارة الأولويات فى المرحلة المقبلة، عبر الارتقاء بمستوى المؤسسة التعليمية، التى تمثل أهم أدوات التنشئة وبناء الشخصية الوطنية.

وكانت لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشيوخ قد عقدت اجتماعا فى يناير الحالى، لاستكمال مناقشة دراسة حول ترسيخ قيم الشخصية المصرية كأحد مرتكزات الأمن القومي، وكانت الدراسة قد عُرضت على اللجنة فى أكتوبر 2022. وتشير مناقشة دراسة عن الشخصية المصرية فى لجنة الدفاع والأمن القومى تحديدا، وليس فى لجنة أخرى من لجان المجلس، إلى ما يوليه مجلس الشيوخ لهذا الموضوع من أهمية، تصل إلى مرتبة الأمن القومي.

نحتاج فى بناء الشخصية المصرية إلى استعادة قيم الوطنية، والنظام، والنظافة، والذوق، والانضباط فى العمل وغيرها من القيم النبيلة، بعد أن مرت على مصر ظروف صعبة فى السنوات الماضية، فقد خلالها المجتمع المصرى كثيرا من روح الإبداع والتجديد، وشهد تراجعا فى القيم التى كانت مميزة لطبائع المصريين وجزءا أصيلا من شخصيتهم الوطنية.


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: