مع بدء عام 2023، من المهم أن نركز على تكريس روح التفاؤل، وأن نرسخ العزيمة بالقدرة على التغلب على الصعاب وتحقيق الأهداف؛ فالمشكلات ليست هى محصلة قياسات أحجامها الفعلية فقط، وإنما هى محصلة أحجامها، إلى جانب الشعور بالقدرة أو العجز عن حلها. وفى عام 2014 كان مجرد النظر إلى مشكلات مصر المتراكمة مسألة تبعث على التشاؤم، وتدفع إلى العجز وروح الإحباط. ولولا القرار الوطنى بالمواجهة لكانت الدولة الآن غارقة فى حالة شديدة السوء.
لم يساعد مصر فى هذه السنوات، ولم يدفعها نحو المضى قدما، إلا الباعث النفسى وروح التفاؤل التى دفعت القرار الوطنى بالمواجهة. ولا يمكن نسيان الكلمات التى حفرها الفريق أول عبدالفتاح السيسى (حينذاك)، فى الوعى والذاكرة المصرية، بحفل تحرير سيناء فى 28 أبريل 2013، والتى مثلت فيما بعد علامة وطنية خاصة به، حين قال (مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا)، وهى الكلمات ذاتها التى كررها مرارا، وآخرها فى احتفالية «قادرون باختلاف» منذ أيام.
ولا يمكن إنكار أن عام 2022 كان عاما صعبا، فى ظل أجواء عالمية امتلأت بالتشاؤم والحروب، وفى ظل موجات ارتفاع الأسعار، ونقص سلاسل الإمداد، وقرارات البنك الفيدرالى الأمريكى التى أخذت تصدر تباعا، وعملت كسيف مسلط على رقاب اقتصادات الدول وعملاتها. ولولا مؤتمر المناخ COP27، الذى احتضنته مصر فى آخر العام، والمونديال فى قطر، اللذان بسطا قدرا من السعادة على الوجدان العربى والمصري، لبرز عام 2022 كعام شديد الصعوبة.
لا مجال لاستعراض ما حققته مصر فى الفترة بين 2014و2022 من إنجازات كثيرة، لكن نشير فقط إلى ما أعلنت عنه وزارة الصحة والسكان حول الانتهاء من إجراء مليون و509 آلاف عملية جراحية ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى لإنهاء قوائم الانتظار، منذ انطلاقها فى شهر يوليو 2018، شملت: جراحات القلب، العظام، الرمد، الأورام، القساطر المخية، قسطرة القلب، المخ والأعصاب، زراعة الكلي، زراعة الكبد، زراعة القوقعة.
وفى ظل هذه النجاحات على الأرض، تحتاج مصر إلى تعزيز روح التفاؤل، بما يعزز الاستقرار وروح التفاؤل فى الشخصية المصرية عام 2023، وذلك هدف وطنى يرقى إلى مستوى القرار الإستراتيجي.
لمزيد من مقالات رأى رابط دائم: