رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

التقرير المنتظر

فى السادس من يناير 2021، حدث أمر جلل تغيرت بسببه أمريكا إلى الأبد. هو يوم إقرار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، كان يجتمع فيه أعضاء مجلس النواب وأعضاء الكونجرس برئاسة نائب الرئيس الأمريكى ومسئولى كل ولاية من الولايات الأمريكية الخمسين لإقرار نتائج الانتخابات الرئاسية ليصبح بعدها الرئيس المنتخب رئيسا رسميا للبلاد. حدث فى ذلك اليوم عملية اقتحام عنيفة لمبنى الكابيتول وهو مقر كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ من قبل جماعات تمثل اليمين المتطرف الأمريكى. رأى العالم كله حينها أمريكا غير أمريكا التى دائما تتحدث عن نفسها كدولة قانون محكومة بتداول سلمى للسلطة وأنها القدوة الديمقراطية العظمى لبقية العالم.قامت الدنيا فى الداخل الأمريكى على كل المستويات، ولم تقعد عقب ذلك، وحدثت حالات فوضى وفزع لم تعرفها أمريكا من قبل، وتم تصنيف الأمر على أنه محاولة انقلاب فاشلة نظمها اليمين المتطرف من أتباع الرئيس السابق ترامب والذين تم القبض على الكثيرين منهم وصدور أحكام ضد 465 متهما منهم اعترفوا بجرائمهم. إضافة الى ذلك تم صدور قرار مهم فى 19 مايو 2021 بتشكيل لجنة للتحقيق فيما حدث.حدث ذلك بالتصويت فى مجلس النواب والذى فوض زعيمة الأغلبية حينها السيدة نانسى بيلوسى لاختيار أعضاء اللجنة. وفى الأول من يوليو 2021، قامت زعيمة الأغلبية باختيار أعضاء اللجنة لتضم تسعة أعضاء، سبعة منهم ينتمون للحزب الديمقراطى صاحب الأغلبية فى المجلس حينها واثنان من الحزب الجمهورى. قامت اللجنة وما انبثق منها من لجان فرعية عديدة باستجواب أكثر من 1200 شخص كما قامت بفحص ومراجعة أكثر من مليون وثيقة، وحققت عبر 17 شهرا مع العديدين من مسئولى إدارة الرئيس السابق وأرسلت طلب استدعاء للرئيس السابق ترامب نفسه للمثول والشهادة أمامها ولكنه رفض. عقدت اللجنة ثمانية اجتماعات علنية مذاعة على الشعب الأمريكى أولها كان بتاريخ 9 يونيو 2022 وآخرها بتاريخ 19 ديسمبر 2022 . اجتمعت اللجنة يوم الاثنين 19 ديسمبر للمرة الثامنة والأخيرة ونشرت ملخصا لتقريرها المنتظر ثم نشرت التقرير الكامل فى 845 صفحة يوم الخميس 22 ديسمبر واتخذت قرار إحالة جنائية ضد الرئيس السابق دونالد ترامب وأثبتت ذلك بالأدلة القاطعة التى تم إرسالها لوزارة العدل المنوط بها اتخاذ قرار الاتهام. كان أهم ما ورد بتقرير الإحالة أن الرئيس السابق، هو المسئول الأول عن العصيان والانقلاب الذى حدث فى السادس من يناير 2021 وأنه هو الذى خطط الأمر كله. قرار الإحالة من مجلس النواب لا يعنى توجيه الإتهام رسميا للرئيس السابق، لأنه ليس من حق اللجنة توجيه الاتهام الى الرئيس السابق وبالتالى فإنها أحالت الأمر الى وزير العدل الأمريكى المنوط به وحده توجيه الإتهام الى الرئيس السابق. قرار الإحالة يشمل أربع تهم محددة أولاها عرقلة جلسة رسمية للكونجرس وثانيتها التآمر على الولايات المتحدة وتشجيعه للمقتحمين بارتكاب جريمة الاقتحام أثناء اجتماع مجلس النواب ومجلس الشيوخ ثم حثهم على العصيان والتعاطف معهم. إضافة الى ذلك أرسلت اللجنة سبع تهم أخرى مثبتة فى تقريرها الأخير.

فجأة أحيط بالرجل من كل مكان ولم يتبق له غير قاعدته المخلصة والتى لا تصدق فيه قولا. إضافة الى تلك الاتهامات، أدانت محكمة فى نيويورك بتاريخ 5 ديسمبر 2022، شركته العقارية بالتهرب الضريبى، وفى نفس اليوم استدعت محكمة فى ولاية جورجيا أنصاره للنظر فى محاولات تدخله لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية لصالحه، والتى فاز بها الرئيس بايدن. وفى22 نوفمبر 2022، رفضت المحكمة العليا طلبه الخاص بعدم قبول طلب مجلس النواب والخاص بالاطلاع على ملفاته الضريبية فى الفترة من 2015 وحتى 2020 وإرسالها وعرضها على المجلس. كان هذا الحكم قاسيا على ترامب لأنه كان يظن أن تلك المحكمة تدين له بالولاء لأنه تمكن من تعيين ثلاثة من قضاتها التسعة. نتج عن هذا الحكم التاريخى أن قرر مجلس النواب بتاريخ 20 ديسمبر 2022، بإعلان تفاصيل تلك الضرائب على الشعب الأمريكى والتى كانت تحوى مخالفات قانونية.

السؤال الملح الآن: ما الذى سيحدث نتيجة ذلك لأمريكا وللرئيس السابق ترامب وللعالم كله؟.أولا بحلول 3 يناير 2023، عندما يتسلم الجمهوريون الأغلبية التى حصلوا عليها فى الانتخابات التى عقدت فى الثامن من نوفمبر الماضى واستطاعوا فيها إزاحة الديمقراطيين عنها وهو الأمر الذى سيمكنهم من التحكم فى تكوين اللجان المنبثقة من مجلس النواب، وبالتالى ستكون لجنة 6 يناير أول من يلغى فى اليوم الأول للأغلبية الجمهورية الجديدة. من هنا تأتى عملية الاستعجال التى أرادها الحزب الديمقراطى خلال الأيام الباقية من زعامتهم للأغلبية. لقد أعلنها الجمهوريون صراحة أنهم سيقومون بكثير من التحقيقات مع الرئيس بايدن وابنه هنتر. هذا لن يحقق استقرارا أو يجعل جراح أمريكا تلتئم. ولو قرر وزير العدل اتهام ترامب كما طلبت لجنة السادس من يناير فى تقريرها المرفوع إليه فالمتوقع أن يقوم ترامب بلعب دور الضحية ويطلب من قاعدته الانتخابية أن تقوم بحمايته، وهو ما يعنى أن القيامة ستقوم فى أمريكا بعدها وهو الأمر الذى لا يريده أحد لأمريكا لأنه ستكون له عواقب وخيمة على العالم كله.أما بالنسبة للعالم فقد تحدث حوادث مماثلة لما حدث فى أمريكا. كان انقلاب السادس من يناير هو القدوة لما حدث فى ألمانيا فى يوم 7 ديسمبر 2022 عندما قامت الشرطة الألمانية بالإغارة على أماكن متفرقة بألمانيا وإلقاء القبض على 25 شخصا تم تشخيصهم بأنهم يمثلون تهديدا إرهابيا وأنهم ينتمون لجماعات اليمين المتطرف.


لمزيد من مقالات د. مصطفى جودة

رابط دائم: