رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
فى وداع عام يرحل

بقيت ساعات والعام يجمع أوراقه ويرحل.. كان عاما حزينا كان مرهقا وطويلا شهد لحظات وداع قاسية وشهد ساعات رحيل دامية.. فى أحيان كثيرة يزداد الإحساس بالغربة حين يتخلى عنا حبيب أو يفارقنا صديق تزداد برودة الأشياء وتحاصرنا تلال من الجليد لا نراها ولكننا نشعر بها وهى تسرى فى دمانا كعواصف الشتاء الموحشة.. من أصعب الأشياء أن تفارق حبيبا فى لحظات شدة ويمضى ويتركك تصارع الألم وحدك.. إن التخلى فى أوقات الحاجة أصعب مشاعر الفراق أن تنزع الأقدار منك شيئا وأنت لا تدرى أين يسكن الألم هل فى قلبك أم روحك أم جسدك كل شيء فيك يتألم.. أحيانا احسد الإنسان الذى لا يعذبه إحساسه وتمضى حوله العواصف والرياح دون أن يشعر بها أنه يجرح ولا يعنيه نزيف الجرح ولون الدماء إنه يفارق فى الصباح وربما فى الليل يبدأ قصة أخرى إنه يشبه القطارات القديمة تقف فى كل المحطات ويلحق بها كل من يريد الوصول.. العام يرحل بكل ما فيه حاول وأنت تصافحه أن تنسى كل من أساء لك لأن الذى مضى لن يعود ومن باعك مرة سوف يبيعك ألف مرة ولا تندم لأنك أحببت لان الحب فى زماننا أصبح ضيفا غريبا.. حاول أن تفتح نوافذ غرفتك سوف ترى شمسا وشجرة تزهو بأوراقها وهواء نقيا ووجوها بسيطة تسعى إلى رزقها ولو كان قليلا ولكنها تعوض كل شيء بالحب..العام يرحل حاول أن تصافح الضيف الجديد ربما يكون أجمل أخلاقا وأكثر رحمة ولا تندم على أيام شعرت فيها أنك الإنسان الذى تمنيت إحساسا وحبا وأخلاقا وحياة..لا تهتم كثيرا بما حولك ولا تنظر للطيور الجارحة التى سكنت الحديقة حاول أن تختار شجرة يعانقها السحاب ويطلع فوقها النهار لكى تبدأ معها زمنا جديدا.. كل ثانية وأنت طيب.

ويمضى العاُم.. بعد العامِ.. بعد العامْ

وتسقطُ بينَنَا الأيامْ

رمادٌ أنتِ فى عينى

بقايا من حريقٍ ثارَ فى دمنَا ونامْ

ويمضى العامُ.. بعد العامِ.. بعد العامْ..

فلا أنتِ التى كنتِ ولا أنا فارسُ الأحلامْ

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: