اختلفت ثقافات الماضى الجميل، عن تلك الأيام التى نعيشها الآن كلياً فمعظم أبناء جيلى كانوا على ثقافة وقدر من الإطلاع والفكر والمعرفة من خلال اقتناء الكتب والمراجع والروايات والقصص، كنا عندما نتقابل يستعرض كل منا الجديد والمستحدث من ثقافة ومعرفة فكان منا جل اهتمامه قراءة كتب الفلاسفة على مر العصور ومنا من يشغل حاله بالتاريخ ومنا من يهتم بالشعر والبلاغة وآخرون ينصب اهتمامهم على قراءة أدب الرحلات.. وكنا نخصص وقتا كبيرا لتلك المتعة بين صفحات الكتب والمجلات والصحف بأنواعها والتى تحولت إلى عادة يومية حميدة بين الجميع فكنا نتباهى فيما بيننا أننا قرأنا رواية كاملة فى يوم لإحسان عبد القدوس هذا الروائى والكاتب الممتع فى كتاباته أو تناولنا كتابا للحكيم أو زكى نجيب محمود أو خرج كل منا بخياله فى رحلة من رحلات أنيس منصور أو فى رواية رائعة لمصطفى أمين أو ليوسف إدريس أو يأخذك نجيب محفوظ فى روائعه الجميلة أو تسبح فى عظمة أعمال طه حسين أو أعمال الشهيد السياسى يوسف السباعى.
ولا تنسينا الذاكرة أبدا روائع يحيى حقى الشيقة أو أعمال الكبير عباس العقاد أو الملهم محمود تيمور أو السياسى البارع هيكل وغيرهم من رواد الفكر والمعرفة على مر الزمان أما الأجيال الآن فلم ينصب اهتمامهم إلا على القشور السطحية فى المعرفة والإطلاع وأعظم ما لديهم فى الحياة متابعة المشاهير وعالم الشهرة والثراء وحياة لاعبى الكرة أو الفنانين وعندما تتحدث معهم فى مجالات الحياة لا يعير لها اهتماما وما يهمه معرفة التيك أواى من خلال النت والمواقع الاجتماعية.. أما للأجيال الحالية أن يعيدوا صياغة المعرفة والثقافة من جديد و يتمسكوا بالزمن الجميل ليخلقوا أجيالا حديثه متمسكة بثقافات الماضى الجميل وزمن الإبداع الذى بدأ فى التلاشى مع ثقافات العصر الحديث نتمنى ذلك!.
لمزيد من مقالات سامى خير الله رابط دائم: