رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
أمهات فى المونديال

كان استقبال العاهل المغربى الملك محمد السادس قبل أيام لاعبى منتخب بلاده المكلل بأكبر إنجاز يحظى به منتخب عربى ببلوغ دور نصف النهائى لكأس العالم،بمثابة تشريف يستحقه أسود الأطلسى،لكن المشهد الأعظم فى الاستقبال تجسد فى حضور أمهات اللاعبين ليس لمتابعة تكريم أبنائهن فحسب ولكن لنيل تكريم خاص من الملك والدولة،وهو تكريم لكل أم فى كل وطن.

جميعنا يتذكر مشاهد ما بعد انتهاء مباريات المنتخب المغربى بالمونديال حيث اعتاد لاعبون مثل أشرف حكيمى أو سفيان بوفال أو عبدالحميد صابرى وغيرهم ومعهم مدربهم وليد الركراكى،القفز إلى المدرجات بحثا عمن كانت وراء الدعم والمدد،تملؤهم مشاعر مزدحمة بالشوق والاعتراف بالجميل لأمهاتهم،ولم نكن نمتلك نحن المشجعين خاصة من فقد أمه، سوى الانخراط فى بكاء بدموع ساخنة تأثرا بمشاهد حية بلا زيف يحتضن فيها كل لاعب (ست الحبايب) تقديرا لمواقف كبيرة تقدمها الأم بلا حساب.

لحظات الأمومة الخالصة طرقت بكل الفخر أبواب الرسمية،فالقصر الملكى المغربى اعتبر استقبال الملك اللاعبين وأمهاتهم بمثابة تكريم للسيدات المغربيات اللواتى حرصن على تلقين أطفالهن مبادئ الوطنية والتضحية والانتماء للوطن. واعتبر الاتحاد الدولى لكرة القدم فى بيان رسمى أن مشاهد احتفال لاعبى المغرب مع أمهاتهم تعكس إيمان اللاعبين بأن الأم هى صورة مصغرة للوطن.

وإذا كانت النسخة الأخيرة من المونديال قد ردت بشكل حضارى على كل التلميحات العنصرية القادمة من الغرب،وحافظت بنعومة على التقاليد العربية والإسلامية أمام هجمة خارجية شككت من وقت إسناد تنظيم البطولة لقطر فى قدرة دولة عربية وإسلامية على مراعاة التنوع الحضارى والفكرى،فإنه يحسب لمونديال العرب استبدال المشاهد المعتادة فى النسخ السابقة حين كان اللاعبون يحتفلون مع زوجاتهم وأبنائهم،لتصبح الأم هى تعويذة الفرح والانتصار.

أسود الأطلس ومعظمهم يحترف فى أوروبا، ردوا بتحضر على حالة الإقصاء والتهميش التى يعيشها الأبوان فى الغرب، وساروا على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى جاءه رجل فقال:يا رسول الله،من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فقال الرسول:أمك،قال:ثم من؟ قال:أمك،قال:ثم من؟ قال:أمك،قال:ثم من؟ قال:أبوك.

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: