هوامش حرة
ربيع فريد الأطرش

لم يكن فريد الأطرش مصريا ولكنه أحب مصر وعاش فيها وبادله المصريون حبا بحب كما فعلوا مع عشرات النجوم الذين انطلقوا منها .. وكانت القاهرة دائما حلم كل فنان عربى يقدم إبداعا راقياً وفنا جميلاً .. وقد أخذ فريد الأطرش المكانة التى يستحقها بجانب الفنانين المصريين الكبار .. ولا شك أن فريد الأطرش كان فنانا مختلفا، فقد تمتع بصوت له خصوصيته وكانت ألحانه تمثل مدرسة مميزة قدم من خلالها مجموعة فريدة من الأغانى فى مقدمتها "الربيع' و"أول همسة" و"حكاية غرامي".. وهذه الثلاثية وضعت فريد فى قائمة المبدعين الكبار .. كما أن أفلامه حققت تواجدا جماهيريا كبيراً.. وكان فريد الأطرش من أقرب المطربين إلى الشعوب العربية ولم تكن شعبيته عربياً أقل من نجوميته فى مصر.. وقد لاقى تجاوبا كبيراً فى حفلاته التى حرص أن تكون فى عيد الربيع، شم النسيم العيد المصرى الشهير.. ومازالت أغنية الربيع تتردد فى وجدان الجماهير فى مصر والعالم العربى.. كان فريد الأطرش إنسانا حساسا وفنانا مبدعا فى صوته وألحانه ..التقيت به مرة واحدة فى مكتب الصديق الراحل كمال الملاخ وكان يعانى من ظروفه الصحية فى سنواته الأخيرة ورغم ذلك كان يحرص على إقامة حفلاته السنوية فى مصر والعواصم العربية .. وقد قدم للسينما مجموعة من الأفلام الناجحة مع نجوم السينما يوسف وهبى وفاتن حمامة والنابلسى وشادية وسامية جمال ولبنى عبد العزيز ومريم فخر الدين وإسماعيل ياسين وحسين فهمى .. وقد ظل فريد الأطرش محافظا على ألحانه وأسلوبه الذى اختاره وكانت له بعض الألحان التى انتشرت خارج مصر وفى دول العالم المختلفة.. وكانت الألحان التى أبدعها فى رقصات سامية جمال من أجمل ما أبدع.. وقد كان فريد الأطرش صديقا لعدد من الحكام والملوك العرب فقد كان يحمل لقب أمير .. وقد مضى على رحيله أكثر من ٤٧ عاما ومازال يطربنا كلما عاد الربيع الذى غنى له أشهر أغانيه..