هناك أغنية شهيرة للراحلة شادية عن بورسعيد رددها المصريون سنوات طويلة للمدينة الصامدة «أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد تبوس لى كل إيد حاربت فى بورسعيد» بعد العدوان الثلاثى الذى انتهى بانسحاب إنجلترا وفرنسا وإسرائيل من سيناء بعد فضيحة دولية وموقف حاسم من أمريكا وظهور جمال عبدالناصر زعيما عالميا ولم ينس المصريون جمال عبدالناصر وهو يخطب على منبر الأزهر الشريف يدعو للمقاومة والصمود..كان انتصار مصر على العدوان الثلاثى أول إنجازات ثورة يوليو ويومها غنى المصريون مع شادية هذه الكلمات التى كتبها الراحل الكبير إسماعيل الحبروك ولحنها الموسيقار محمد الموجي.. وقد ظهرت أعمال فنية كثيرة عن وقفة شعب بورسعيد وجيش مصر فى ردع العدوان.. وكانت مقاومة شعب بورسعيد حديث العالم كله بل إن العدوان الثلاثى غير من ثوابت الحروب ووضع المقاومة الشعبية فى مكانة حاسمة فى تاريخ الحروب.. لم ينس المصريون السيدة المصرية التى قتلت عددا من جنود القوات الغازية وبقى أبطال المقاومة الشعبية فى مقاومة الاحتلال ومن يومها أخذت بورسعيد مكانتها فى تاريخ البطولات المصرية.. كنا فى صبانا نحكى قصة جواد حسنى الشاب المصرى الذى حارب فى بورسعيد واستشهد ببسالة وأصبح نموذجا للبطولة والتضحية.. وكيف ننسى جول جمال المقاتل السورى الذى ضحى بحياته من أجل مصر وكان رمزا من أهم شهداء العدوان الثلاثي..لقد سقط مئات الشهداء فى بورسعيد وهم يدافعون عن مدينتهم الباسلة لقد دمر العدوان البيوت على رؤوس سكانها ومازال التاريخ يحفظ صور أبطال بورسعيد ومازالت شوارعها تردد الأغانى للشهداء الراحلين لا يعقل بعد ذلك أن نتجنى على دماء شهدائنا وننسى جول جمال وجواد حسنى ونساء حاربن الغزاة بكل الشرف والكرامة.. إن البعض لم يقرأ التاريخ ولم يعرف الحقيقة بل إن هناك من يغالط ويشوه ويلغى ذاكرة الناس.. كان العدوان الثلاثى على مصر من أعظم الصفحات التى توحدت فيها إرادة جيش مصر وشعبها دفاعا عن الأرض والوطن.. تحية لبورسعيد فى ذكرى انتصارها وسوف تبقى ملحمة للأبطال والشهداء.. ومازالت شادية تعيش فى وجداننا وهى تغنى:
«سلم على كل شارع دافع عنه شبابه
وهات لى وانت راجع شوية من ترابه»
رحم الله شهداء مصر فى كل زمان
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: