رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
كُتاب أحببتهم

كانت بينى وبين الرواية قصة حب امتدت سنوات وهناك عدد من الروائيين المصريين الذين عشت سنوات مع أعمالهم ومع مرور الأيام أخذنى الشعر وأصبح الأقرب إلى قلبي.. هناك كُتاب اقتربت منهم وأحببتهم وكتاب تمنيت أن أعرفهم، فقد عرفت نجيب محفوظ ويوسف السباعى ويوسف إدريس وأنيس منصور، وتمنيت أن أعرف محمد عبدالحليم عبدالله وفتحى غانم.. أحببت عند نجيب محفوظ ميرامار وثرثرة فوق النيل والثلاثية.. وأحببت عند إحسان عبدالقدوس الوسادة الخالية ولا أنام وبئر الحرمان.. وأحببت عند يوسف السباعى نادية ورد قلبي.. وأحببت عند فتحى غانم الرجل الذى فقد ظله وأحببت عند ثروت أباظة شيء من الخوف.. وأحببت عند انيس منصور مع العقاد كانت لنا أيام وأحببت عند يوسف إدريس ارخص ليالى والحرام.. وقد تمنيت ان التقى مع عبدالحليم عبدالله، كان أرق كُتاب الرواية العربية, وكان له أسلوبه الذى تفرد به عن بقية الكتاب, وكانت شجرة اللبلاب من أجمل أعماله, وأجمل رواية قرأتها فى الروايات الأجنبية «دكتور زيفاجو» للشاعر الروسى الأشهر يوريس باسترناك، والذى لم يتسلم جائزة نوبل أمام ضغط السلطات، وقد ترجمها للعربية حلمى مراد صاحب سلسلة كتابي، وكتب لها مقدمة رائعة عميد الأدب العربى طه حسين، صاحب الأيام وهى من أجمل ما كتب فى ادب الاعترافات فى الثقافة العربية رغم أن معظم كتابنا الكبار لم يقتربوا من هذا النوع من الكتابة باستثناء لويس عوض فى «مذكرات طالب بعثة» والعقاد فى كتاب «فى بيتى»، وإن توقفت كثيرا عند رواية الطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال.. ومنذ فترة طويلة لم أعد من زوار حدائق الرواية أمام غياب نجومها الكبار، وقد دخلت فى متاهات كثيرة ما بين استخدام اللغة العامية وهي، قضية حسمها طه حسين ورفضها فى حوار تليفزيونى شهير.. وقد اقتحمت ساحة الرواية موضوعات كثيرة بعيدة جدا عن قضايا المجتمع وهموم الناس، واختلطت ما بين عفاريت البشر وعفاريت التكنولوجيا وغاب الإنسان الحقيقي.. كانت الرواية العربية من أهم إبداعات الثقافة العربية، وكانت مصر هى الرائدة ولكن القضايا التى تطرحها الروايات الآن بعيدة عن قضايا المجتمع وهموم الناس.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: