كلمات حرة
نهال بلبع

منذ ثلاثة أشهر، وتحديدا يوم 19 سبتمبر الماضى، كتبت فى هذا المكان مقالا بعنوان «من منال إلى نهال» قلت فيه.. ان فى مقدمة التطورات الإيجابية التى شهدتها مصر فى عهد الرئيس السيسى، كانت الخطوات الجادة والجريئة، نحو المزيد من تمكين المرأة المصرية، وتوليها مناصب قيادية مهمة، كانت تقليديا حكرا على الرجال.... وأن منصب المحافظ كان فى مقدمة المواقع التى شهدت تحطيم هذا الاحتكار للرجل.. وقد أشرت فى ذلك المقال إلى د. منال عوض ميخائيل محافظ دمياط، التى تتولى هذا المنصب بكل جدارة وكفاية منذ أغسطس 2018 حتى الآن. غير اننى أشرت إلى دكتورة شابة أخرى قرأت أنها تولت منصب نائب محافظ البحيرة، هى د. نهال بلبع. لقد شاءت الصدف أن اسافر إلى البحيرة لقضاء مهمة خاصة استلزمت الذهاب لديوان محافظة البحيرة يوم الأحد الماضى، ورأيت فى ذلك فرصة للتعرف على د. نهال التى كتبت عنها بدون أى معرفة مباشرة. وبالفعل ذهبت إلى مكتبها بالمحافظة، وقابلتها...شابة، خريجة طب أسنان الإسكندرية عام 2010 وخريجة البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، فى الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب... أى أنها الآن فى منتصف الثلاثينيات! وهى الآن تقوم بمهام المحافظ، بعد تعيين اللواء هشام آمنة وزيرا للتنمية المحلية مؤخرا. لقد قضيت فى مكتبها بعض الوقت، لا لكى أنهى مهمتى الخاصة، بقدر ما كانت فرصة طيبة للغاية، أتأمل فيها كيف تقوم الشابة النابهة نهال بأداء عمل المحافظ: كيف تسير الأمور الحيوية العديدة بدءا من أملاك الدولة والمرافق العامة، الأجهزة المحلية إلى البنية الأساسية والتنموية، ومحاسبة المقصرين..إلخ. كان من المثير بالنسبة لى أن الغالبية العظمى من مرؤوسيها هم من الرجال، وأغلبهم اكبر منها سنا، ولكنها تفرض شخصيتها واحترامها بأدبها وحسن معاملتها.. فبادلوها ودا بود، واحتراما باحترام. إن هذا الدفع بالشباب الواعد، خاصة من الفتيات والنساء، لتولى المناصب القيادية فى الإدارة المحلية، هو تطور إيجابى لاشك فيه، ويستحق التحية والتشجيع، لدب الحيوية والتطوير والنزاهة إلى قطاع كثيرا ما تعالت الشكاوى من قصوره وسلبياته!