كيفن هارت هو الممثل والكوميديان الأمريكى الأسود الشهير، الذى لمع فى الكثير من أفلام هوليود (أكثر من خمسين فيلما) وفى العديد من المسلسلات التليفزيونية...إلخ.. يعرفه جيدا المتابعون للسينما الأمريكية، وله جمهور كبير من المتابعين فى العالم، ومن بينهم المصريون طبعا. وتنظم الآن إحدى الشركات المصرية حفلا لكيفن هارت فى مصر يوم 21 فبراير من العام المقبل فى استاد القاهرة ...، ووفقا لما قرأت فإن سعر التذكرة للحفل يتدرج من 1200 إلى 5000ج. حسنا..لا بأس فى هذا كله! غير أن السيد كيفن هارت، وكرد فعل – فى تقديرى- للتاريخ الماضى لعبودية واضطهاد السود فى أمريكا، ينشط فيما يسمى حركة الأفرو سنتريك، التى تسعى إلى إعادة صياغة تاريخ الأفارقة السود...، ونسب إليه قوله: «يجب ان نعلم أولادنا تاريخ الأفارقة السود الحقيقى، عندما كانوا ملوكا فى مصر، وليس فقط حقبة العبودية، التى يتم ترسيخها فى التعليم فى أمريكا!» هذا كلام فارغ ولا علاقة له بالعلم ولا بالتاريخ! فوقوع مصر فى القارة الإفريقية لايعنى أن حضارتها كانت حضارة سوداء, وهناك فارق كبير بين إفريقيا شمال الصحراء، وإفريقيا جنوب الصحراء. ولايعنى هذا الكلام أى تقليل من شأن إفريقيا السوداء على الإطلاق, ولكنها الحقيقة التاريخية الثابتة والتى تسجلها بكل وضوح كل الآثار المصرية، تماثيل ورسوما ونصوصا. وبعبارة واحدة، فإن الحضارة المصرية هى مصرية وكفى! نعم مصر تقع فى أقصى شمال شرق إفريقيا، وتقع فى قلب العالم العربى، وتقع فى قلب العالم الإسلامي، وتقع ضمن عالم البحر المتوسط، ولكنها تظل مصر التى وجدت قبل الإسلام وقبل المسيحية وقبل اليهودية، وقبل العروبة! ولذلك...، فإننى أتمنى ألا يعير الدكتور زاهى حواس تصريحات السيد هارت اهتماما خاصا، فالرجل ليس متخصصا أو عالما فى التاريخ أو الآثار! أما جمهور المصريين المعجبين بكيفن هارت الذين ينتظرون حفله الكبير, وكذلك منظمو الحفل، فيا حبذا لو يوصلون له رسالة يطلبون منه فيها ألا يفتى فيما ليس له علم به!
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: