كلمات حرة
اليوم العالمى للغة العربية

من منكم أيها القراء الأعزاء يعرف أن اليوم هو «اليوم العالمى للغة العربية»؟ ففى مثل هذا اليوم (١٨ ديسمبر) من عام 1973 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل فى الأمم المتحدة. كان ذلك تتويجا لجهود كثيفة بذلتها الدول العربية، خاصة المملكة السعودية والمملكة المغربية فى اليونسكو، ثم جعلها النصر العربى فى حرب أكتوبر 1973 أمرا مؤكدا فى ديسمبر من نفس العام. غير أن لى رأيا خاصا فى تلك المسألة ...أى مسألة اليوم العالمى للغة العربية ! فلو تأملنا «الأيام العالمية للغات» لوجدنا الآتى : يوم اللغة الإنجليزية هو 23 أبريل، فى الذكرى السنوية لوفاة الأديب والشاعر الإنجليزى الأعظم ويليام شكسبير. ويوم اللغة الفرنسية هو اليوم الدولى للفرانكفونية، ويوم اللغة الروسية (6يونيو) هو يوم ميلاد الشاعر الروسى ألكساندر بوشكن، ويوم اللغة الصينية (20أبريل) يصادف ذكرى سانغ جيه مؤسس الأبجدية الصينية. ألا يدعونا ذلك إلى التفكير فى يوم للغة العربية يخلد ماهو أهم من اعتراف العالم بها، وهى اللغة العظيمة الخصبة والثرية، مقارنة بكل لغات العالم الأخرى؟ ألا يمكن أن نتوافق على نسبة يوم اللغة العربية مثلا لمولد أحد كبار الشعراء العرب، وهم كثر! من امرئ القيس إلى المتنبى إلى أحمد شوقى..؟ أو إلى ذكرى مولد سيبويه، إمام نحاة العربية...؟ إننى أدعو مجامع اللغة العربية، فى مصر والوطن العربى، للنظر فى ذلك الموضوع ذى الدلالة الرمزية الكبيرة . ولو أردت أن أدلى برأيى هنا لقلت أننى متحيز لاختيار مولد المتنبى بالذات يوما للغة العربية! صحيح ان المتنبى سبقه وتلاه مئات ومئات من فطاحل الشعراء، على مر التاريخ العربى الطويل، منذ امرئ القيس وحتى أحمد شوقى وصولا إلى محمود درويش! إلا أننى شخصيا ضعيف امام المتنبى، وعظمة شعره وحكمته، وثقته المفرطة فى نفسه، التى تؤهله لأن يكون رمزا للغة العربية، مثلما يجعل الإنجليز شكسبير رمزا للغتهم! أليس المتنبى هو القائل: «أنا الذى نظر الأعمى إلى أدبى، وأسمعت كلماتى من به صمم»… و«الخيل والليل والبيداء تعرفنى، والسيف والرمح والقرطاس والقلم» …«ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن»!