هذه كلمة - أعتذر أنها متأخرة - أكتبها تحية واحتراما لرجل الاقتصاد الكبير السيد حسن عبدالله، القائم حاليا بعمل محافظ البنك المركزى! إننى لا أشرف بمعرفة الرجل شخصيا، ولكنى قرأت مقالا فى موقع "المصرى اليوم" (8/12) للكاتب الصحفى الكبير الأستاذ صبرى غنيم، يحكى فيه واقعة بسيطة، ولكن لها دلالتها ومغزاها المهم للغاية! يقول إنه كان فى إحدى المناسبات الاجتماعية، التى جمعته مع السيد حسن عبدالله، فلاحظ التفاف عدد من الحاضرين حوله، كان من بينهم من طلب تحديد موعد معه، طالبا دعمه له فى الاستيراد، وكما يقول صبرى غنيم، فإن المحافظ "اعتذر عن عدم الاستجابة له، فى طلب المقابلة، وقال له : يوم أن تكون مستعدا للتصدير، أرحب بك، وسوف تجد منى كل الدعم، وكونك تتكلم فى الاستيراد، فهذا مرفوض، وابدى اعتذاره عن عدم المقابلة". إننى أكرر هنا تحيتى لحسن عبدالله ، ولكننى أكرر أيضا ما سبق أن كتبته مرارا عن "مافيا الاستيراد".. وانطباعى– وأرجو أن أكون مخطئا- إنهم لا يعدمون وسيلة للتحايل، فى ظل شعار حرية التجارة!، لاستيراد كل شيء وأى شيء، خاصة من الصين. وما على أى منا سوى أن ينزل للأسواق فى أى مدينة أو قرية مصرية، ليشاهد آلاف البضائع المستوردة التى تغرقها بدءا من المحال الفاخرة، وحتى آلاف السلع الصغيرة المكدسة على أرصفة الشوارع والحوارى، ليس فقط من الصين ولكن أيضا من كل بلاد الدنيا...من فيتنام وتايلاند، وحتى بنجلاديش! والمحزن والمؤسف هنا أن تلك الفوضى الاستيرادية أدت إلى القضاء على الكثير من الصناعات الصغيرة والتقليدية.....(ألم تندثر حتى صناعة فوانيس رمضان المصرية التقليدية، لصالح فوانيس رمضان الصينية، بترتيب من مستوردين مصريين..؟ بعضهم كان منتجا، ولكنه رأى التجارة أكثر ربحا وأقل جهدا وإرهاقا؟) . المشكلة يا سيادة محافظ البنك المركزى كبيرة وخطيرة، ومالم يحصل عليه المستورد من إذن قانونى منكم، سوف يسعى ليحصل عليه، بالتحايل على القانون. دعواتنا لك مخلصين بالنجاح فى مهمتك الصعبة!
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: