رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات ساخنة
عقلاء كبار السن

بعد سنوات طويلة من الانقطاع، عدت إلى النادى لأجد زحاما شديدا من الأعضاء كبار السن، والذى لفت انتباهى أنهم يلتقون فى شكل جماعات كبيرة تملأ الكافيهات والمطاعم، لتسمع ضحكاتهم وأصواتهم المرتفعة يسترجعون ذكريات الماضى ويعيشون الحاضر دون الشعور بالحاجة إلى الأبناء لقضاء ما تبقى من أيام العمر. وبعد الساعة الثالثة يبدأ زحام من نوع آخر حيث يتوافد الأبناء مع زوجاتهم وأبنائهم للنادي، لتناول طعام الغذاء انتظارا لموعد التدريب اليومى للأحفاد، دون التفكير فى الجلوس ولو للحظات قليلة مع الآباء أو السؤال عنهم. جماعات كبار السن أحسنت التفكير فى عدم الاعتماد على الأبناء، وقضاء أيامهم دون إزعاج لأبنائهم، فهم يتناولون الطعام الجاهز، والذى كانوا يتعبون فى تحضيره للأبناء لسنوات طويلة، وهم يجلسون فى جماعات مع الأصدقاء والأحباب بعد طول انقطاع ، بعد ما كان وقتهم كله للأبناء، ويسافرون فى رحلات جماعية مع الأصدقاء فى النادى دون حرص على المال الذى أنفقوه جميعا من أجل تعليم وصحة وزواج الأبناء. الأبناء هم من بدأ الهروب من مسئولية رعاية الأبوين عند بلوغهما الكبر،فهم الذين تجاهلوا الآباء وأحسوا أنهم قد أصبحوا حملا ثقيلا عليهم لدرجة أن يقوم بعض الأبناء بوضع أبيه أو أمه فى دار للمسنين . أعجبنى تفكير كبار السن، فهم قرروا الاعتماد على أنفسهم بالكامل دون اللجوء للأبناء، فمن حقهم العيش حياة كريمة فى أيامهم الأخيرة، ليكون الأبناء والأحفاد قد خسروا ثواب وبركة الجلوس مع من أضاع عمره فى سبيل راحتهم وبناء مستقبلهم.


لمزيد من مقالات د. عادل صبرى

رابط دائم: