رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
صلاح فضل سياسيا ليبراليا!

انتقل إلى رحاب الله، يوم السبت الماضى، الدكتور صلاح فضل، رئيس مجمع اللغة العربية. وليس د. صلاح فضل في حاجة للمزيد من التعريف بمسيرته الحافلة والثرية في ميادين النقد الأدبى، والأدب المقارن والترجمة، ولا بإنتاجه الخصب الوفير من المؤلفات التي قاربت الخمسين مؤلفا, ولا بمناصبه ومهامه العلمية العديدة التي تولاها. لقد كان صلاح فضل شعلة متقدة من نشاط ودأب استثنائيين، وجمع بين أصول تعليمه الأزهرى، وتفوقه فيه، وبين دراسته العليا بإسبانيا، وإتقانه الغة الإسبانية، وتدريسه الأدب العربى بجامعة مدريد. غير أن الجانب الذى أتحدث عنه هنا، والذى غاب عن كل ما قرأته فيما كتب عن صلاح فضل، هو دوره ونشاطه السياسى الرائع. لقد كان صلاح فضل هو أحد المؤسسين الأساسيين لحزب الجبهة الديمقراطية الليبرالى، الذى شرفت بتأسيسه، مع الراحل الكبير د. يحيي الجمل في عام 2007، بل وكان هو الذى اقترح اسم الحزب الجبهة الديمقراطية، ثم كان أحد نواب رئيس الحزب. وكان د. صلاح فضل شديد الحماس للحزب ولدوره، متأثرا في ذلك بشدة بما عاصره في أثناء دراسته وإقامته في إسبانيا، لعملية التحول الهائلة والمثيرة هناك، من الحكم الديكتاتورى للجنرال فرانكو عقب وفاته في عام 1975 إلى الحكم الديمقراطى للملك خوان كارلوس، الذى تولى الحكم من بعده. وبهذه الخلفية الثرية والغنية، أسهم صلاح فضل بشكل اساسى في صياغة برنامج حزب الجبهة الديمقراطية، ثم كان شعلة من النشاط في جميع فاعليات الحزب واجتماعاته ولقاءاته الجماهيرية في انحاء مصر، طوال الفترة بين 2007 و2011، فضلا عن انضباطه التنظيمى الصارم، الذى عكس ثقة هائلة بالنفس وفهما حقيقيا لمعنى الحزب السياسى. وكانت قدرته على بلورة الأفكار، وصياغة البيانات بشكل دقيق ومتقن سريع، أمرا مثيرا للدهشة والإعجاب. وكان أمرا ممتعا لى ولزملائى أن ننصت إلى أحاديثه الخصبة الغنية، بما في ذلك من دعوات ضيافة سخية وكريمة منه. تلك ومضات وجيزة، عن ذلك الجانب الرائع الذى أردت ان أشير إليه، في سيرة وحياة الراحل الكبير الأستاذ الدكتور صلاح فضل، تغمده الله بواسع رحمته.

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: