رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
روسيا وأوكرانيا!

من الأفكار والخواطر التى سمعتها وناقشتها مع أستاذى الجليل الراحل د. بطرس غالى، خاصة بعد انتهاء فترة عمله كأمين عام للأمم المتحدة، بعد عام 1996 أن العلاقات بين الدول، فى كثير من جوانبها، تشبه العلاقات بين الأفراد من البشر، أى علاقات الود الخاص أو الغيرة أو عدم الارتياح …إلخ. وقال إنه مثلا بعد أن يزور دولة معينة أو إقليم معين لفحص قضية ما... كان يمكن أن يسمع لوما أو عتابا من بلد او إقليم آخر... لماذا لم تأت إلينا..؟ تذكرت هذه الأفكار وأنا أتابع التطورات الأخيرة فى الحرب الروسية الأوكرانية، التى طالت كثيرا... ولا يعرف أحد متى وكيف تنتهى! وتأثرا بالخاطرة التى سمعتها من د. غالى فإن كثيرا مما يحدث فى ساحة الحرب الأوكرانية يذكرنى بالمثل المصرى المعروف: حبيبك يبلع لك الزلط، وعدوك يتمنى لك الغلط... نعم، فالدول الغربية، منذ اليوم الأول للغزو الروسى لأوكرانيا، لم تر فقط أنه خطأ جسيم من روسيا، ولكنها تعاملت معه باعتباره فرصة ذهبية لاستنزاف خصمها الرئيسى، روسيا، إلى أقصى حد ممكن ! ولم نر منهاحتى الآن أى محاولة لوساطة محايدة جادة بين الطرفين ! هم بالقطع لا يريدون التورط فى حرب شاملة مباشرة ضد روسيا، لأنها يمكن أن تتطور لتكون حربا نووية مدمرة للعالم كله ...(وهذه بالمناسبة الدعوة التى يلح لها الزعيم الأوكرانى زيلينسكى!) ولكنهم يدعمون أوكرانيا بكل الأسلحة، وبمساعدات بمليارات الدولارات، ودعم دولى ودبلوماسى هائل.....إلخ. ولكن ...هل سوف يستمر ذلك الوضع إلى مالا نهاية...؟ لا، أعتقد أن الأمر سيئول فى النهاية إلى مفاوضات بين الطرفين! والتفاوض بالتعريف .يتطلب شروطا وتحضيرات وتفصيلات سياسية ودبلوماسية وقانونية مهمة لكى يبدأ! وقد أعلنت قيادات غربية استعدادها للتفاوض، فى مقدمتها الرئيس الأمريكى بايدن، والرئيس الفرنسى ماكرون، والمستشار الألمانى شولتز...أما أوكرانيا فهى ترفض بالطبع فكرة المباحثات بسبب رفضها ضم روسيا أراضى منها. غير أننى أعود هنا لأذكر بالموقف الغربى الذى لم يهتم أبدا بالوساطة عند بدء الحرب، بقدر ما اعتبرها فرصة لاستنزاف خصمه الروسى، الذى تمنى له الغلط!.

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: