لا يكاد يمر يوم الآن، دون أن نسمع أو نشاهد أو نقرأ حديثا عن السياحة فى بلدنا، مصر. هناك انطباع عام، لدى النخبة المصرية، ولدى قطاع واسع من المواطنين المصريين أننا نمتلك مقومات سياحية لا مثيل لها فى العالم تقريبا، و لكننا لا نحظى إلا بنسبة ضئيلة مما يمكن أن نحصل عليه...؟ وتتعدد الآراء فى تفسير ذلك القصور! ومنذ حوالى ثلاثة أسابيع حاصر أعضاء البرلمان وزير السياحة بعشرات الأسئلة وطلبات الإحاطة.
وكرر الوزير الشكوى من النقص الكبير للغرف السياحية فى مصر، فعدد الغرف الحالى حوالى 211 ألف غرفة ، فى حين أنها تحتاج نصف مليون غرفة!... وأن هناك 15 ألف غرفة فى الفنادق العائمة لا يعمل منها إلا 5 آلاف فقط..؟ وأن هناك ثمانية آلاف منشأة سياحية، و2220 شركة سياحية، و12 الف مرشد سياحى... إلخ. إننى أعتقد وأكرر وأشدد على أن أهمية السياحة ومركزيتها وآفاق نموها فى مصر، تستلزم أن ينظم النقاش أو الحوار حولها على نحو أفضل مما يتم الآن ! غير أننى هنا أحب أن أضيف للقضايا الواجب نقاشها حول السياحة فى مصر، قضية ما أسميه "ثقافة السياحة" للمواطن المصرى! إنها فى الحقيقة أعقد كثيرا من مسألة بناء الفنادق أو تأهيل المرشدين ...إلخ. إنها ترتبط بسلوكنا كمواطنين إزاء السياح ! فالسائح لا يحبس نفسه فى الفندق ولكنه يحب ان «يعيش» فى البلد، ويحس بأجوائه العادية ويسير فى شوارعه ويختلط بأبنائه.. ولكن هنا تكمن المشكلة المؤسفة! واحتمالات تعرضه لصور من المعاملات والسلوكيات، التى كثيرا ما أشار لها السياح الذين حضروا لمصر. وهنا أتساءل...أليس من الغريب، ونحن بلد سياحى قديم أننا لم نفكر فى تعليم وتأهيل مواطنينا للتعامل مع السياح؟ لماذا لا تتضمن المناهج التعليمية لطلاب الإعدادى والثانوى مناهج عن السياحة إلى مصر وقواعد وآداب التعامل مع السياح؟ لماذا لا نعلمهم مثلا اختلاف الثقافات بيننا وبين السياح فلا نزعجهم بخصوصياتنا، ولا ننزعج لخصوصياتهم؟ إن السلوك المنضبط والمحترم والتلقائى من المواطن أفضل ألف مرة من حراسة السائح. و لذلك فإننى هنا أدعو المسئولين عن التربية والتعليم، والثقافة، وأعضاء البرلمان لمناقشة إقرار مناهج دراسية عن السياحة، والنشر العلمى المنظم لثقافة السياحة!
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: