رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
مصر والصين!

مشاركة مصر فى القمة العربية الصينية، التى عقدت أمس فى الرياض استدعت إلى ذهنى ذكريات جميلة، لاتزال محفورة فى ذهنى منذ أيام الطفولة عندما كانت مصر عبدالناصر هى أول دولة عربية وإفريقية تقيم، فى عام 1956 علاقات مع «الصين الشعبية»، غير عابئة بردود الأفعال الأمريكية والغربية، فى ذروة مناخ «الحرب الباردة» بين المعسكرين الشرقى والغربى! فى ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة تناصب الصين «الشيوعية»العداء منذ تولى الحزب الشيوعى الصينى، بزعامة ماو تسى تونج، السلطة هناك (واستمرت فى تأييدها لحكومة تايوان باعتبارها الحكومة الشرعية للصين، وعارضت عضويتها للأمم المتحدة، إلى أن سلمت بالأمر الواقع أخيرا، وقام الرئيس الأمريكى نيكسون بزيارته الشهيرة إلى الصين فى 1972). غير أن مصر كانت، مستقلة فى سياستها، وبعيدة تماما عن ذلك التوجه، منذ أن التقى عبدالناصر، فى عام أبريل 1955 فى أثناء المؤتمر الآسيوى الإفريقى فى باندونج بإندونيسيا..، وتواصلت العلاقات بين البلدين إلى أن توجت بالعلاقات الدبلوماسية الكاملة. إن هذا التراث الرائع والخصب من العلاقات المصرية الصينية ينبغى أن يكون أساسا لعلاقات قوية لمصر مع صين اليوم الصاعدة بكل قوة، وهناك فى تصورى أشياء كثيرة ينبغى أن نستفيدها من تلك العلاقات يتجاوز بكثير ما أسميه «سرطان» الاستيراد الجنونى الذى تمارسه مافيا الإستيراد التى تنزح اليوم من الصين كل شىء وأى شىء بلا رقيب ولا حسيب.

إن البضائع الصينية الرخيصة تغمر اليوم كل المدن المصرية بلا استثناء، وأسهمت هذه الفوضى فى القضاء فعليا على العديد من الصناعات الصغيرة فى مصر، واستسهل الكثيرون الاستيراد من الصين على الإنتاج. لا، ثم لا، ثم لا ...علينا أيها السادة أن نجتهد فى تشجيع «الاستثمار» الصينى فى مصر.

لقد تحدث الرئيس السيسى أمس الأول فى السعودية ليس فقط عن التطلع لتعزيز التدفقات السياحية الصينية إلى مصر، وإنما أيضا تشجيع الشركات الصينية على تعظيم استثماراتها فى مصر، لاسيما فى مجالات توطين التصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا الصينية. هذا هو المهم!

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: