كلمات حرة
حقبة خليجية للكرة..؟

هل ياترى تدخل كرة القدم فى العالم هذه الأيام ما يمكن أن نسميه الحقبة الخليجية...؟ لماذا ورد هذا الخاطر إلى ذهنى...؟ لعدة أسباب، أولها وأهمها هو استضافة قطر مباريات كأس العالم الجارية هناك الآن على قدم وساق.. للوصول إلى بطل العالم فى هذا العام 2022، والتى لفتت أنظار العالم بقوة إلى منطقة الخليج عموما، وإلى اهتمامها الكبير بكرة القدم، وتمتعها بشعبية هائلة فيها، والكفاءة القطرية الكبيرة فى تنظيم المسابقة. وثانيها، هو الأموال الطائلة التى أنفقتها قطر على المونديال، الذى وصفته وكالة الأنباء الألمانية بأنه المونديال الأغلى على الإطلاق فى تاريخ مسابقات كأس العالم بتكلفة تجاوزت 200 (مائتى مليار دولار!) وثالثها هو ما يبدو أنه تصاعد فى التسابق الخليجى المحموم على اجتذاب اللاعبين الدوليين الكبار فى العالم، ولفت نظرى الخبر الذى قرأته مؤخرا، نقلا عن موقع صحيفة ماركا الإسبانية، عن تعاقد النجم البرتغالى العالمى كريستيانو رونالدو مع نادى النصر السعودى للانتقال إلى صفوفه بداية من يناير المقبل مقابل راتب مقداره 200 مليون يورو (مائتا مليون يورو!) الأمر الذى سيجعله أعلى رياضى راتبا فى العالم وفق ما ذكرت الصحيفة. غير أن هذا الثقل المالى للمنتخبات الخليجية لا ينعكس على تقييمها الدولى حتى الآن ، فوفقا لتصنيف شهر فبراير 2022 للاتحاد الدولى لكرة القدم فإن المنتخب القطرى هو الأفضل خليجيا ويحتل المركز رقم 52 عالميا، يليه المنتخب السعودى فى المركز 53 عالميا ( حيث يحتل المنتخب الإماراتى المركز69، والعراقى 74 والعمانى 79 والبحرين 89 والكويت 143 وأخيرا اليمن151). والسؤال المهم هنا ...هل يا ترى يمكن أن يؤدى ذلك الإنفاق الباذخ على كرة القدم، من بعض بلدان الخليج، إلى تبوئها، يوما ما، مكانة يعتد بها فى عالم كرة القدم..؟ خاصة بعد الطموحات و الأحلام التى ولدها تنظيم مسابقة كأس العالم فى قطر...فنشهد حقبة خليجية لكرة القدم فى العالم ...؟ إن عالم كرة القدم تسيطر عليه بالأساس بلدان أوروبا وأمريكا اللاتينية وتنازعها بعض البلاد الإفريقية، فهل سوف تفلح الأموال الخليجية الهائلة فى الدفع ببلدانها، يوم ما، لتلحق بأبطالها الكبار...سؤال لا أعتقد أن إجابته صعبة!