رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بكل صراحة
الآثار ووهم الثراء السريع!

يبدو أن ظاهرة البحث عن الغنى الفاحش والسريع تداعب البعض منا فى حياته وأصبحت حلما من أحلام اليقظة لدى بعض الناس وأخذت فى البحث عن هذا الحلم ليل نهار من خلال التنقيب عن الآثار، فكثيرا ما تستمتع الى حكاوى وقصص البعض من الذين حالفهم الحظ فى العثور على قطع من الآثار الثمينة التى تم بيعها بملايين الدولارات التى غيرت حياتهم وارتفعت بهم من قاع المجتمع إلى عالم الثراء وعلية القوم لتجد أن تلك القصص معظمها من وحى الخيال ومختلقة روج إليها أصحاب المباخر والعاطلون عن العمل ليخلقوا سوقا لهم وتجارة وهمية روادها من الطماعين وأصحاب الأحلام الوردية والزائفة ومنهم نماذج كثيرة دفعت ثمن هذا الحلم حياتها او حياة أقرب الناس إليها بعد ان انهار عليهم وعلى أحلامهم التراب, ومنهم من باع بيته وسيارته ورهن أعز ما يملك من مقتنيات وفرط فى ميراثه بعد أن باعه بأرخص الأثمان أملا فى أن يعود إليه بالثروات الطائلة لحساب الدجالين والمشعوذين كى يصلوا به الى هذا الحلم الضائع..

وفئه أخرى تركت أعمالها وأهملت بيوتها وأسرها وانقلب حالهم رأسا على عقب جريا وراء سراب طويل.. ومنهم من توارى خلف القضبان بعد ان تم حبسه وهو ينقب عن تلك الأوهام.. فئات عديدة فى كل ربوع البلاد من أسوان للإسكندرية من نساء الى رجال وامتد بهم الأمل فى البحث عن الحلم المفقود حتى وصل إلى أحلام الصبية الصغار فى البيوت.. فهل اختزلنا أحلامنا ونجاحاتنا فى الحفر تحت منازلنا بحثا عن الآثار.. هل تاهت أحلامنا الحقيقية فى النجاح والتفوق لتجد أحلام الوهم.. فالكنز الحقيقى لنا فى العمل والعلم وتحقيق الأهداف المرجوة للبلاد والوطن بدلا من ضياع الوقت بحثا عن الآثار.. كفانا عبثا بأنفسنا وأقدارنا ومستقبل الأجيال فالطريق والجرى وراء هذا الوهم هلاك وضياع ودمار!.


لمزيد من مقالات سامى خير الله

رابط دائم: