موضوع ختان الإناث فى مصر، أصبح بالنسبة لى لغزا كبيرا! فقد اهتممت بهذا الموضوع، وكتبت فيه مرات عديدة، خاصة وأن عادة ختان الإناث موجودة أساسا فى افريقيا، ومصر- وفق كل الدراسات والإحصاءات - من بين الدول الرئيسة التى لاتزال فيها هذه العادة، أو هذه الجريمة، لاتشاركها فى ذلك من الدول العربية إلا السودان. لماذا أقول إنه لغز...؟ لأننى أعلم جيدا أن القضاء على ختان الإناث كان دائما من أولويات كل الجهات المعنية بشئون المرأة وشئون الطفولة فى مصر. وأعلم جيدا أن تلك الجهات بذلت جهودا كثيرة ومكثفة للتوعية بمخاطر هذه العادة المقيتة، النفسية والطبية والاجتماعية... وحاولت أن تصل بتلك الجهود – ميدانيا- للمرأة، الزوجة والأم، فى كل أنحاء مصر..، بما فى ذلك الحملات العديدة لوقف العنف ضد المرأة، وحملات طرق الأبواب...إلخ غير أنه لاتوجد لدينا مؤشرات موثوق بها على مدى نجاح تلك الجهود ، حتى لو تضمنتها البيانات الصادرة عن الجهات المصرية والدولية، لماذا...؟ لأن تلك العادة أخذت تمارس سرا! إن هذا التمسك بالختان، والإصرار عليه، خاصة فى الفئات الفقيرة والمهمشة، هو ما أسميه لغز الختان...؟ الأمر الذى يجعله حتى اليوم بندا ثابتا ورئيسا فى كل حملات العنف ضد المرأة! وربما تدعو تلك الحقائق لتطوير استراتيجيات تلك الحملات. إننى – مثلا – لا أستريح للتعامل مع موضوع الختان ضمن حملات العنف ضد المرأة! إنه قضية خطيرة بذاتها. وينبغى التوجه لها كبند مستقل رئيس، يختلف فى مضمونه عن العنف المفهوم ضد المرأة. كما أعتقد أنه من المهم دائما التفكير فى تطوير وسائل التواصل مع الجمهور المستهدف من الحملة. وفى هذا السياق لاشك أن حملات طرق الأبواب بما تتضمنه من اتصال مباشر وتفاعل مع المرأة والأسرة، يتصور أن يكون لها تأثير طيب للغاية. أيضا، وإذا كان التليفزيون، يمثل أداة رئيسة للحملات المناهضة للختان، فإنه من المهم التطوير الدائم لمضمون المواد التى يقدمها فى تلك الحملات، وتقديم النماذج الطيبة، من كل أنحاء مصر، للأمهات والآباء الذين أقلعوا عن اقتناع عن تلك العادة المقيتة، من أجل أن تتخلص منها مصر نهائيا إن شاء الله.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: