أكتب هذه الكلمات مساء يوم الإثنين 21 نوفمبر، من مدينة الإسماعيلية، التى وصلت إليها صباح اليوم برفقة مجموعة من زملاء دفعتى بالكلية (دفعة 1969) فى زيارة للمدينة الجميلة. وفى بداية الزيارة حظينا بلقاء طويل وممتع مع الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، الذى سبق أن تواصلت تليفونيا معه عقب نجاح هيئة القناة فى التعامل مع مشكلة سفينة نقل البضائع التى جنحت فى القناة، فى مارس 2021هل تتذكرونها....؟ إنها سفينة الحاويات العملاقة «إيفرجيفن» التى يزيد طولها على طول أربعة ملاعب لكرة القدم، والتى أغلقت المجرى الملاحى بالقناة تماما، وعطلت جميع السفن القادمة من اتجاهى القناة! كان ذلك اختبارا صعبا وقاسيا لإدارة القناة، شد أنظار العالم كله... فبدأت أعمال التكريك الهائلة حول السفينة، حشدت إدارة القناة عشر قاطرات عملاقة، انتهت بنجاح جهود تعويم السفينة العملاقة بأيد مصرية، فى زمن قياسى، ثم تبعها جهد فائق من هيئة القناة لعبور مئات السفن التى كانت محتجزة، شمال القناة وجنوبها... كانت أياما حاسمة وعظيمة أثبتت فيها إدارة القناة قدرتها وكفاءتها على نحو قاطع. والحقيقة أن هذا الحديث من الفريق ربيع نبهنى إلى التحدى الخطير، والجاد، والدائم الذى يفرض على رئيس هيئة القناة المصرى وقدرته وكفاءته فى إدارة ذلك المرفق المهم: قناة السويس، مع مرؤسيه من الكوادر المصرية. إن قناة السويس - فى الحقيقة- مرفق عالمى، وما يحدث فيها يتم تحت أنظار مترقبة ومتحفزة، من العالم كله، طوال الوقت!. وأسامة ربيع هو سابع رئيس مصرى لهيئة القناة، منذ أن أممها جمال عبدالناصر فى يوليو 1956، حيث سبقه كل من محمد حلمى بهجت (56-57)، ومحمود يونس(57-65)، ومشهور أحمد مشهور (65-83)، ومحمد عزت عادل (84-95)، وأحمد على فاضل (96-2012)، ومهاب مميش (2012-2019)، ثم أسامة ربيع منذ 2019 وربما كانت حادثة »ايفرجيفن« هى الاختبار الصعب الذى واجهه الفريق أسامة، والذى نجح فيه بامتياز!
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: