رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
المونديال.... والمعايير المزدوجة !

ضغوط غربية قوية سبقت انطلاق أول مونديال يقام بدولة مسلمة،تلك الضغوط لا تتعلق بمخاوف حول مدى جاهزية الملاعب،أو سعة الفنادق وقدرتها على إيواء المنتخبات المشاركة والآلاف من الجماهير،ولم تتطرق تلك الضغوط للاستعدادات الأمنية لاستضافة الحدث الكبير،لكن كانت المخاوف والتساؤلات منصبة على توفير الأجواء المواتية للمشجعين لممارسة ما يعدونه حرية شخصية مطلقة لا تراعى طبيعة المجتمع المسلم فى الدولة المستضيفة للمونديال.

وبالفعل طلب العديد من الاتحادات المشاركة ضمانات من (فيفا) حول حرية الحركة للمثليين وعدم التعرض لهم، وبالرغم من أن السلطات القطرية أعلنت ترحيبها بالجميع إلا أن الاستفزازات الغربية بهذا الشأن نشطت وباتت مادة دسمة للإعلام هناك، خاصة بعد قرار حظر بيع الخمور بالملاعب، للدرجة التى دفعت مسئولى بعض المنتخبات الأوروبية وعددا من نجوم الكرة للإعراب عن عدم تفاؤلهم بالمحفل الكبير كونه يقام على أرض دولة إسلامية ! هذا الاستفزاز يمثل حلقة جديدة من تصرفات غربية موغلة فى الازدواجية،فإذا كانت أوروبا تحتفظ بسجل مؤسف فى الكيل بمكيالين فى السياسة،وغض الطرف عن ممارسات تفرق ما بين البشر حسب الهوية والدين ولون البشرة، فهى أيضا تسمح بتدخل الرياضة فى السياسة والدين والمعتقدات حسب المصالح والأهواء ! فقد تعرض لاعب الكرة السنغالى المسلم إدريسا جاى،المحترف بنادى باريس سان جيرمان الفرنسى، لحرب شعواء لرفضه ارتداء فانلة تحمل شعار (قوس قزح) الذى يرمز للمثليين،دون احترام لحريته ومعتقداته على عكس ما يتشدق به الغرب،وتزامن ذلك مع اعتراف لاعب بالدورى الإنجليزى بمثليته واحتفاء الجميع به،لتصبح الرسالة واضحة (أنت حر وتستحق الدعم إذا كنت مثليا أو توافق على دعمهم،ولا حرية لك إذا اخترت ألا تساندهم) ! وبنفس الازدواجية استبعدت الاتحادات الدولية مشاركة الفرق الروسية فى المسابقات بسبب الحرب الأوكرانية، بالرغم من أن نفس تلك الاتحادات تعلق نشاط الاتحادات الوطنية فى حالة تدخل الحكومات بالرياضة، كما تم توقيع عقوبات على لاعبين عرب رفضوا لقاء منافسين إسرائيليين فى وقت كانت ترفع فيه تلك المؤسسات الرياضية الدولية شعارا ملائكيا أن (الرياضة لا تذوب فى السياسة) !

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: