كان من أقرب الأصدقاء على قلبى إقتربنا سنوات طويلة كان فنانا حساسا مبدعا، وكان إنسانا رقيقا مهذبا.. رحل محمد سلطان آخر الكبار فى مملكة الموسيقى ولم يبق منهم غير حلمى بكر رفيق مشواره أطال الله عمره.. كان محمد سلطان اغنية من الزمن الجميل إحساسا وصدقا وعاش حياته بلا صخب أو ضجيج رغم انه كان يستحق بريقا أكثر وحضورا يتناسب مع قدراته وفنه .. وقد ظهر محمد سلطان فى زمن الكبار عبدالوهاب والسنباطى وبليغ والطويل والموجى وحلمى بكر وزكريا احمد ومحمود الشريف والقصبجي.. وقد استطاع أن يفرض إبداعه وموهبته وسط هؤلاء، تزوج محمد سلطان الفنانة الكبيرة فايزة احمد وأنجب منها ولدين يعيشان فى فرنسا وحققا نجاحا كبيرا فى مهنة الطب.. كنت قريبا من محمد سلطان ولحن احدى قصائدى للفنانة سميرة سعيد وبعد أن هبطت كورونا عزل محمد سلطان نفسه فى بيته وزادت عليه حدة المرض ولم نلتق طوال السنوات الأخيرة رغم انه كان انسانا مجاملا دائم الود مع أصدقائه ومحبيه، وكثيرا ما كنا نجلس معا ويدندن على العود وكان يملك إحساسا جميلا وهو يغني.. وفى السنوات الأخيرة زادت عليه ظروف المرض وابتعد فى بيته إلا قلة من الأصدقاء الذين أحبوه وقدروا فنه .. كان محمد سلطان يملك إحساسا عميقا بالكلمة، وقد وهب كل ألحانه لرفيقة مشواره وام ولديه فايزة أحمد وقدم معها سلسلة من الأغانى الجميلة وبعد رحيلها لم يجد محمد سلطان فى ساحة الغناء من يعوضه عنها.. إن رحيل محمد سلطان خسارة كبيرة للفن الجميل والغناء الراقى وقبل هذا للصديق الذى عرفته سنوات طويلة، وكان مبدعا وراقيا وجميلا فى كل شيء.. كان محمد سلطان آخر السلسلة الذهبية من مبدعى الموسيقى الكبار، واستطاع فى مشواره أن يترك إبداعا أصيلا وفنا جميلا.. كان محمد سلطان لا يحب الأضواء كثيرا رغم انه بدأ حياته مع السينما، ثم اختار الموسيقى رغم أن السينما أكثر بريقا وشهرة، ولكنه كان عاشقا للموسيقى وأخلص لها ومنحها عمره بكل السخاء..
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: