إن جاز الوصف يمكن إطلاق صفة (شهر الفخر للعرب) على شهر نوفمبر الحالى، بغض النظر عن اعتبار المحبين لنفس الشهر بأنه (سويت نوفمبر) للتدليل على أنه شهر الحب أيضا !
ليس هناك ما هو أكثر شرفا وفخرا من استضافة مصر قمة المناخ العالمية، واستقبال الشقيقة قطر قمة العالم الكروية، فى نوفمبر الحالى لكى نصفه بأنه (شهر الفخر للعرب)، فى وقت عزّت فيه انتصارات العرب وتأثيرهم على العالم.
مصر الآن من شرم الشيخ تقود حملة إنقاذ العالم من التغيرات المناخية الكارثية، وتوجيه الدول الكبرى نحو مسئولياتها تجاه الدول النامية والعالم بأسره، تنفيذا لتعهدات الرئيس السيسى حين تقدمت مصر لاستضافة القمة بأن تكون (قمة التحول الجذرى فى جهود المناخ الدولية بالتنسيق مع جميع الأطراف لمصلحة إفريقيا والعالم بأسره).. لم تنكفئ مصر على ذاتها بحثا عن حلول عاجلة لأزمات اقتصادية داخلية،تعد امتدادا لهزات يقع العالم فى براثنها منذ سنوات،بل شمرت عن ساعديها وتجاوزت قيادتها التاريخية للإقليم منفتحة على الآفاق العالمية، مطلقة صيحة تحذير مدوية: (أنقذوا الدول النامية من التغيرات المناخية الكارثية)، مدفوعة بتقارير دولية تحذر من أنه بحلول عام 2030 سيتعرض ما يصل إلى 118 مليون إفريقى إلى الفقر المدقع بسبب الفيضانات والحرارة الشديدة،وهو ما سيؤثر بدوره على جهود التخفيف من حدة الفقر وتحقيق النمو الاقتصادى فى القارة السمراء.
العرب الذين يعكفون الآن على بحث قرارات قمة (لمّ الشمل) التى عقدت قبل أيام بالجزائر، بحاجة دائما لأحداث كبرى مشجعة تدعم مواقفهم أمام العالم وتعيد تأكيد أن هذا الإقليم لا يزال يتنفس، يمرض ولا يموت، ويحتفظ بتأثيره ويده الطولى مهما يظن الآخرون أنه ذهب ولم يعد، وتمثل قمة المناخ ومونديال قطر لكرة القدم، ذروة الدعاية السياسية الجماعية للعرب، ويعكس الحدثان قدرة العرب على التأثير الاقتصادى والاجتماعى والفكرى أيضا، ولا يقل عن ذلك أهمية التعبير عن السيادة الوطنية لدولهم دون أن يقلل من أهمية ما سبق حقيقة بحث العرب عن منظومة أمنية دائمة تتصدى لمحاولات التدخل فى شئونهم وتحقيق المصالح الجمعية للأمة.
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: