تعود المصريون على عادات لم تغب يوماً عن سمات شخصياتهم، فتلك العادات لم تفرق بين غنى أو فقير، بل اعتاد عليها الجميع ويعتبر العديد من علماء الاجتماع أن تلك العادات تعد من الموروثات التى يتسم بها المصريون، ولا تتكرر كثيرا مقارنة بباقى جنسيات العالم .. ويكشف المصرى عن خفة ظله فى أول لقاء معه معلنا شخصيته الفريدة وعاداته المبهرة وفكاهة أمره.. وذلك كجزء أصيل من هويته وتراثه وعاداته الأصيلة.. فتجده فى وقت الشدة والمحنة جالدا ذاته يخرج الضحكات والنكات من بين ذرات الصخر رغم كل ما يعانيه فى يومه ويصعب على باقى الجنسيات تقليده ومحاكاته.. فاعتاد هذا الشقى أن ينشر البهجة أينما كان فى بيته وبين أصدقائه وفى العمل يحول رحلته إلى مسرحية هو بطل من أبطالها.
أمر يحسده عليه الكثيرون.. فقد رافقنا أهلنا بمصر فى رحلة قاصدين المسجد الحرام لأداء مناسك العمرة.. فبدأت تلك الرحلة بإطلاق الزغاريد منذ صعودنا إلى الطائرة وهبوطها كما لو كنا فى فرح وكرنفال كبير، صيحات المعتمرين بالأناشيد الدينية تنبعث من كل جانب من جوانب الطائرة، وما إن وصلنا إلى السكن المخصص لنا إذ نفاجأ بخيرات البلاد التى تعودنا عليها على موائدنا يتبادلها المعتمرون فيما بينهم، فظهرت السمنة البلدى والجبن الفلاحى والمش الصعيدى والعسل الأسود والفطير المشلتت والسردين المملح والرنجة والمفاجأة الكبرى كانت لسيدة سكندرية تحمل كيسا من الفسيخ تطايرت رائحته النفاذة لتعلن عمرة بخيرات بلدنا، ترك المعتمرون فيها أكل الفنادق وأقاموا الموائد الشعبية.. ليذكرنى الأمر بشخصية المصرى الغريبة والعجيبة والتى لا يستطيع العلماء تفسيرها إلا أنها شخصية خفيفة الظل مرحة يصعب تقليدها وعقبال العودة!.
لمزيد من مقالات سامى خير الله رابط دائم: