شهدت القاهرة احتفالية كبيرة فى ذكرى مرور ٥٠ عاما على العلاقات بين مصر ودولة الإمارات العربية الشقيقة وقد حالت ظروفى أن أشارك فى هذه الاحتفالية.. وإذا كان ولابد أن يعود الفضل لأهله فإن مؤسس الإمارات الشيخ زايد آل نهيان كان محبا لمصر طوال حياته وكان عروبيا أخلص للعروبة ووقف مدافعا عن كل قضاياها وكان داعما للشعوب العربية وأقام عشرات بل مئات المشروعات فى أكثر من دولة عربية وكثيرا ما وقف مع قضايا أمته .. وفى حرب أكتوبر كان أول من أيد جلالة الملك فيصل فى قراره التاريخى بقطع البترول وفى مصر مشروعات ومدن ومدارس ومستشفيات تحمل اسم الشيخ زايد وكان حريصا أن يزور مصر طوال أيام السنة .. وقد تمتع الشيخ زايد بمكانة خاصة لدى المصريين ولم يبخل بتقديم كل أنواع الدعم لمصر فى كل المناسبات .. إن احتفالية ذكرى العلاقات بين مصر والإمارات كانت تكريما واعترافا لواحد من القادة العرب الكبار الذين نفتقد مواقفهم وحكمتهم ..وقد جاءت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد اعترافا بدور الشيخ زايد فى إقامة هذه العلاقات ورعايتها.. وسوف يذكر المصريون دائما حكمة قائد عربى كبير أخلص لقضايا أمته وأقام دولة تفخر وتعتز بها كل الشعوب العربية .. كانت احتفالية مصر والإمارات بعيدهما الخمسين وقفة مع الماضى ونظرة للمستقبل لأن هذه العلاقات تقدم نموذجا لما ينبغى أن تكون عليه العلاقات بين الشعوب العربية .. إن آلاف المصريين يعيشون فى الإمارات ويلقون كل الرعاية والترحيب وفى مصر عشرات المشروعات الضخمة التى أقامها رجال الأعمال الإماراتيون وهذه العلاقات تعكس روحا من التعاون والتواصل والمودة .. كانت العلاقات بين الرئيس أنور السادات والشيخ زايد نموذجا للعلاقات الطيبة والتقدير المتبادل الذى ترك آثاره فى رحلة امتدت ٥٠ عاما نحتفل بها اليوم .. إن مشروع الدولة الحديثة التى نراها اليوم فى الإمارات كان حصاد تجربة ثرية قامت على خيال وفكر الشيخ زايد وأكملها شعب الإمارات بالعمل والإنجاز لإقامة دولة عصرية متقدمة..
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: