في يناير عام 2020 أعلن الرئيس الأمريكي السابق ترامب في البيت الأبيض، بينما كان يجاوره رئيس الحكومة الإسرائيلية حينذاك نيتانياهو، عما وصف بصفقة القرن لإحلال السلام بالشرق الأوسط وفق وجهة نظر إدارته،وأشعلت الصفقة فتيل تدميرها (ذاتيا) من قبل أن تقوم لها قائمة بنصها على أن تظل القدس عاصمة (غير مقسمة) لإسرائيل،لتنضم إلى مبادرات سابقة احتفظت بصفة (حبر على ورق)!
مشروع ترامب – نيتانياهو لا يزال يتلقى الضربات القاصمة بالرغم من العبارة الشهيرة (الضرب في الميت حرام)،وكان آخر الضربات من جانب أستراليا قبل أيام بعد سحب اعترافها السابق بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل وهو ما يلقي بالرعب في صدر تل أبيب من أن تعلن أستراليا لاحقا الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة. الفعل الأسترالي لن يكون المسمار الأخير في نعش صفقة ترامب - نيتانياهو التي كانت تستهدف إطلاق عملية نقل جماعي للسفارات الأجنبية من تل أبيب إلى القدس،بدأتها الولايات المتحدة عام 2018 بنقل سفارتها،وتبعتها 3 دول أخرى هي جواتيمالا وهندوراس وكوسوفا، وأعلنت الفلبين والبرازيل أنهما ستنضمان للمشروع الذي رفضته دول الاتحاد الأوروبي،بما فيها تلك التي تقيم علاقات مميزة مع اليمين الإسرائيلي، مثل المجر والتشيك ورومانيا وسلوفاكيا. اللافت أن إسرائيل لم تدمع لها عين أمام النهاية المبكرة للمستقبل السياسي لرئيسة وزراء بريطانيا المستقيلة ليز تراس التي (تبرعت) الشهر الماضي بالإعلان أمام نظيرها الإسرائيلي يائير لبيد عزمها نقل السفارة إلى القدس، لكن سوء أدائها السياسي والاقتصادي عجّل بتواريها عن المشهد وعدم تحقيق حلم إسرائيلي قديم.
والمثير للاهتمام أن خبراء الشأن الإسرائيلي اعتبروا غضب تل أبيب من الإجراء الأسترالي واستدعاء سفيرها بإيعاز من لبيد،مجرد (ذر للرماد من العيون) لأغراض انتخابية، لأن لبيد مثلا مطالب بعدم إظهار الدعم لمشروع نيتانياهو – ترامب حتى لا يتم اتهامه بالازدواجية بعد إعلانه مؤخرا من على منصة الأمم المتحدة تأييده حل الدولتين،وبالتالي فهو لا يستطيع أن يغالط دولا مثل أستراليا التى ترى أن مسألة القدس تحسم في مفاوضات السلام، ويقع تقسيمها بين الفلسطينيين والإسرائيليين في صلب جهود حل الدولتين الذي يؤمن به لبيد،حسب إعلانه!
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: