هناك علاقة خاصة بين أى مسلم فى مصر والعالم العربى وبين إذاعة القرآن الكريم، فتجد نفسك تعيش فى خلوة خاصة بينك وبين ربك، فتستمع لكبار المقرئين محلقاً مع أصوات الشيوخ رفعت وعبدالباسط والحصري، وفواصل التواشيح بصوت النقشبندى وطوبار، كما تحضر وأنت فى منزلك أوسيارتك دروسا دينية لكبار علماء الأزهر الذين يمثلون التيار الوسطى المعتدل فى تناول أمور الدنيا والدين، لتجد نفسك قد أخذت جرعة روحانية عالية تعينك على ضغوط الحياة التى لا تنتهي.
ولكن فجأة تجد أنك قد نزلت من السماء إلى الأرض، وخرجت من قمة الهدوء والسكينة والروحانيات لتقع فريسة لمن يقول لك من خلال فواصل إعلانية لا تنتهى كلمات مثل « تبرع، ساهم، تصدق» وغيرها من العبارات التى يتم تغليفها فى غلاف إسلامى من القرآن الكريم أوالسنة الشريفة، فتجد الإعلان يبدأ بآية قرآنية مثل «وجعلنا من الماء كل شىء حي» أو حديث شريف مثل «داووا مرضاكم بالصدقة» وغيرها.
د. مختار جمعة وزير الأوقاف فعل خيرا عندما منع صناديق النذور والتبرعات فى المساجد فهى لم تقم لهذا الغرض، ولكن هناك قنوات شرعية لدفع الزكاة وتوزيعها، فليس من المقبول أن تجد خطيب الجمعة يطلب منك فى أثناء خطبته أن تتبرع أو تسهم أو غير ذلك.
حافظوا على هيبة إذاعة القرآن الكريم فقد حاول الكثيرون تقليدها ولكن لم ينجح أحد.
لمزيد من مقالات د. عادل صبرى رابط دائم: