رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الرجل المناسب!!

لها بريق آخًاذ، كما أن لها سحرا مختلفا، الرجل المناسب فى المكان المناسب، حينما نطلق تلك العبارة اللافتة على من تولى منصبا جديداً، من تلك الزاوية يشعر صاحب المنصب بوجاهة لم يشعر بها من قبل، فهو يرى من يطلقون عليه عبارات الثناء والمديح، أما من حوله فقد ينقسمون لقسمين، الأول يثق فى الرجل، أما الثانى، فهو يعى تماما، أن تلك العبارة من باب المجاملة، وتلك هى الكارثة.

على مر عقود كثيرة، شهدت فيها مصر تباينا واضحا فى تحقيق المرجو، حيث تنوعت السبل، وتعددت الأهداف، إلا أننا لم نصل لما وصلنا إليه الآن، إبداع فى البناء، لم يشاهده أحد من قبل، إبداع وصل لأن تحصد مصر خمس جوائز عالمية بحسب مجلة «enr» الأمريكية، أولها، حصول محطة عدلي منصور التبادلية على جائزة أفضل مشروع نقل في العالم لعام 2022، ثانيها حصد مشروع محطة رياح رأس غارب بخليج السويس، جائزة أفضل مشروع في فئة الطاقة والصناعة.

وفى الأخير، فكان حصول 3 مشروعات مصرية على جائزة الاستحقاق، وهى مشروع مركز مصر الثقافي الإسلامي، ومشروع تجديد وتطوير متحف محمد محمود خليل، ومشروع تطوير قري توشكي الجنوبية.

بخلاف ما حصدته مصر فى العام السابق «21» حيث فازت بأفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات المياه والصرف الصحي عن مشروع محطة معالجة مياه مصرف «بحر البقر»، بالإضافة إلي جائزة أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات الترميم وإعادة التأهيل عن مشروع ترميم وتوثيق المعبد اليهودي «الياهو هانبى» بالإسكندرية وحصلت مصر على جائزة أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات النقل والسكك الحديدية عن مشروع مترو الأنفاق، الخط الثالث -المرحلة الرابعة «4B»، وجائزة أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات المباني الحكومية عن مشروع مبنى «مجلس النواب» بالعاصمة الإدارية الجديدة. تلك الجوائز القيمة دليل حى على أن هناك رجالا مناسبين فى المكان المناسب، ومن ثم حققنا المعادلة الصعبة، بناء وفق أحدث وأفضل النظم وتقدير دولى مكافئ، ولكن يتبقى التقدير المحلى، وهو لا يقل أهمية، لنعلم عن هؤلاء البنائين وليعلم أهلنا أننا نملك من الكفاءات و الخبرات ما يمكننا من تحقيق ما نصبو إليه، شريطة وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب.

وهناك أيضا عدد آخر من المشروعات التى لا يكل أو يمل بناؤها، نشاهدها على مدار الساعة، وهى مشروعات كثيرة جدا، منها على سبيل المثال مشروعات تبطين الترع، وليست أهميتها فى فكرة التبطين فقط، ولكن الأمر يتجاوز ذلك، لنصل لإطار أهم وأشمل يتعلق بتطهيرها، فقد كان عدد غير قليل منها مملوءا بالقاذورات والقمامة، وكانت الرافد الأساسى لعدد كبير من الأمراض.

قد انتقل لسياق آخر ولكنه متصل، على مدى حياتنا، كل منا له ذكرياته أيام مراحل التعليم المختلفة منذ الصبا وحتى الجامعة، نتذكر عددا لا بأس به من المدرسين وأساتذة الجامعات، لكل منهم مجال تأثيره الخاص، وكذلك مساحة الفائدة التى استخلصها منهم طلابهم.

بقدر ما أفاد بقدر ما أثر بشكل إيجابى، ومن ثم يمكن تأكيد قدر نجاحه، وهنا أحكى روايتين، الأولى، لأستاذ جامعى، يتهافت عليه الطلاب لينهلوا من علمه، بل إن هناك منهم من يحضر محاضراته، وهو ليس من دارسيه، وأحيانا يحضر له طلاب من كليات مجاورة، داخل الحرم الجامعى، فهو رجل بسيط ومتواضع، عنده قدرة رائعة فى توصيل المعلومة بهدوء شديد، منهجه فى العمل، التعليم من أجل التعليم، وليس من أجل التقييم، من هنا يمكن فهم لماذا يتعلق به الطلاب.

الثانية، خاصة بأستاذ آخر، متعال ليس فقط على طلابه ولكن على زملائه أيضا، ولكم أن تتخيلوا كيف يمكن له أن يتواصل مع الطلاب، فماذا نتوقع من هذا الأستاذ، أيمكن أن يتخرج من تحت يده نماذج جيدة؟

المثل السابق، المقصود به توضيح قيمة الأستاذ الجامعى، فنجاحه يعنى نجاحنا كلنا فى تخريج جيل منتج ومبدع، والعكس صحيح بلا شك، وكذلك المدرسون، فهم من يزرعون البذور، ونحن من نحصدها، فكيف نريدها قوية وعفية، إذا لم نتقن غرسها بالرعاية اللازمة.

حتى التطوير الرقمى بما له من مميزات كبيرة، يظل منقوصا بوجود من يفشل فى التعامل معه من الموظفين، فتجده مشهورا بجملة «السيستم واقع » للهروب من العمل وفق التطور الرقمى، والسبب أنه ليس الرجل المناسب لهذا المكان.

مع كل هذا التطور التكنولوجى المبهر، لاسيما مع ظهور وسائل تواصل اجتماعى متطورة للغاية، يسرت على الناس الوصول للمعلومة بسلاسة، أضحى نقل الصورة أيسر كثيرا من ذى قبل.

فما يحدث فى أسوان، يعرفه من يعيش فى سيوة فى التو، بمجرد فتح التصوير المباشر على إحدى وسائل التواصل، ليس فقط من يعيش فى سيوة، ولكن من يعيش فى أى بقعة على الأرض.

وكلما كانت الصورة رائعة، جذبت العيون، وأسرت القلوب، ولفتت الأنظار صوبها، وأيضا كلما وضعتها الذاكرة فى مكان متميز، وبالنسبة للصورة السيئة قد يكون الأمر أكثر تأثيراً، لأن الناس دائما يبحثون عن سبب ذلك السوء، حتى يكتشفوا أنه بسبب شخص ما، لم يعرف أن يصنع فارقا، لأنه تم وضعه فى مكان خطأ، فما كان إلا أن أساء التصرف، فظهرت الصورة مشوهة.

إذا رأيتم صورا جميلة فالسبب وجود الأشخاص المناسبين فى أماكنهم المناسبة، والصورة الجميلة المعنى بها، الأداء الجميل، المرضى المنتج، والعكس صحيح، فهل نتكاتف على جعل الصور كلها جميلة ومبهرة؟

[email protected]
لمزيد من مقالات ◀ عماد رحيم

رابط دائم: